بلديات

“إسرائيل” وتزوير الواقع و التاريخ – المحامي جورج جوزيف موصللي / الجزء الثاني

موقع « ستار نيوز فيجن » ينشر هذه الدراسة القيّمة للمحامي جورج جوزيف موصللي في ثلاث حلقات. كونها مرجع مهم جداً من حيث القوانين والنصوص و الأعراف الدولية.

الباب الثاني: يهود اليوم، الأصل الغامض و اللا-سامية


الغالبية الساحقة من يهود العالم اليوم ليسوا ممن عرفوا فلسطين، ولا ممن عرفها أجدادهم مهما علوا، بل أنهم أولاً و أخيراً من غير بلادنا العربية و ما السامّية إلا أكذوبة نسبوا أنفسهم لها ليتخذوا منها ستاراً يخفون وراءه أطماعهم.
واليهود حالياً ينقسمون إلى قسمين: ساميين و أشكناز (غير ساميين). اليهود الساميّون أصلهم مختلف عليه، من المؤرخّين من يجعلهم ساميين و ينسبهم إلى إبراهيم النبي… بينما يذهب آخرون إلى أن اليهود خليط متنوع من الناس جمعهم الحرمان وسوء السلوك، فهم كالصعاليك في العصر الجاهلي أو الشطار في العصر العباسي، كانوا يغيرون على المدن الكنعانية فيعملون بها سرقةً و نهباً و حرقاً، ومع الأيام شكّلوا فرقة من الناس و أصبحت لهم لغة هي خليط من اللغات القديمة، لغات الآشوريين و الكنعانيين و الفينيقيين.
هذا بالنسبة إلى اليهود الساميين، أما الصهاينة الذين يشكلون اليوم غالبية سكان إسرائيل فترجّح بعض الدراسات نسبتهم الحقيقية إلى مملكة الخزر المقامة ما بين بحر قزوين و البحر الأسود خلال القرن الثامن الميلادي قبل أن تتمكن الإمبراطورية الروسية من القضاء عليها حوالي العام 965 ميلادياً.
وفي هذا الإطار يؤكد بنيامين فريدمان أن: ” من يزعمون أنفسهم يهوداً، المتحدّرين تاريخياً من سلالة الخزر، يشكلون أكثر من 92 بالمئة من جميع من يسمّون أنفسهم يهوداً في كل مكان من العالم اليوم. والخزر الآسيويون الذين أنشأوا مملكة الخزر في أوروبا الشرقية، أصبحوا يسمّون أنفسهم يهوداً بالتحّول و الإعتناق سنة 720 م، وهؤولاء لم تطأ أقدام أجدادهم قط الأرض المقدّسة في تاريخ العهد القديم. هذه حقيقة لا تقبل جدلاً.”
وقد أشار فريدمان إلى أن اليهود إستخدموا أسلوب ” الكذبة الكبرى” ليغرسوا في وجدان الرأي العام العالمي الإعتقاد المخادع بأن من يزعمون أنفسهم يهوداً في كل مكان من عالم اليوم يتحدّرون من سلالة القبائل العشر الضائعة في تاريخ العهد القديم.
ودائماً بحسب فريدمان، فإن “من يزعمون أنفسهم يهوداً من ذوي الأرومة الأوروبية الشرقية في كل مكان من عالم اليوم هم تاريخياً يتحدرون، على نحو لا يرقى إليه الشّك ولا نزاع فيه، من سلالة الخزر… ذلك الشعب الوثني القديم، التركي، الفنلندي، المغولاني (شبيه بالمغول)، الغامض الأصول بالنسبة لوجوده التاريخي في قلب آسيا، الذي شق طريق كفاحه بحروب دموية في حوالي القرن الأول قبل الميلاد نحو أوروبا الشرقية، حيث أقام مملكة الخزر… وفي حوالي سنة 720 أصبحت مملكة الخزر الوثنية تشكل شعب من يسمون أنفسهم يهوداً، كما أصبح الملك بولان أول ملك للخزر في السنة ذاتها يدعى يهودياً بالتحّول و الإعتناق، و كرّس دين الملك بولان الجديد بعد ذلك ديناً رسمياً لمملكة الخزر.”
وبمقارنة أرقام التعداد الذي أجراه الإمبراطور كلوديوس في فلسطين عام 43 ميلادي، بتقديرات أعداد السكان اليهود في مراكز تجمّعهم في البلاد الأجنبية بعد تشتيتهم من فلسطين بمدة وجيزة، يتّضح أن عدد اليهود في البلاد الأجنبية يفوق بمراحل عدد اليهود المطرودين من فلسطين، وقد وجد المؤرّخون القدامى تفسيراً واحداً معقولاً لهذا الأمر وهو أن أغلب اليهود في أوروبا كانوا من سلالة قبائل تركية ومجرية و بلقانية و إعتنقوا الديانة اليهودية.

هذا ما يؤكد النتيجة التي توصّل إليها فريدمان أعلاه، علماً أن هذا الأخير يستند في أبحاثه على الطبعة الأصلية للموسوعة اليهودية الصادرة عام 1903 و الموجودة في مكتبة الكونغرس و على 327 مرجعاً و دراسة من الحقائق عن الخزر تضمها مكتبة نيويورك العامة،( بحسب ما أورده فريدمان نفسه).


وتقتضي أيضاً الإشارة، دائماً بحسب بنيامين فريدمان، إلى أن ” أجداد الخزر التاريخيين الأولين اللذين يدعون اليوم يهوداً، لم يسمهم إدعاءًا أي إنسان في أي مكان يهوداً قبل القرن الثاني عشر الميلادي. ففي هذا القرن سطا من يزعمون أنفسهم اليوم يهوداً…على كلمة يهودي كي يتمكنوا من فرض أنفسهم بالحيلة و الخداع، في حال اللاوعي، على مسيحيي العالم، على أساس الزعم أنهم من عشيرة يسوع المسيح!.”
هذا من جهة أولى، فيما يتعلق باليهود و بكونهم لا ساميين و من أصول غير مقدّسة ولا ينتمون إلى يهود العهد القديم بصلة.
أما من الجهة الثانية و بالنسبة لما يرتبط بمعاداة السامية، وهي التهمة الجاهزة التي يشهرها اليهود بوجه كل من يختلف معهم أو يعارضهم أو يشكك بصدقيتهم، و في ما يتعلق بإبادة اليهود على يد هتلر، أو المحرقة اليهودية، ” الهولوكوست” ، وفي المعلومات التي بدأت تنكشف في هذا الإطار وتؤكد معرفة الوكالة اليهودية بالمحرقة سلفاً، فقد أكّد شايم لاندو عضو الكنيست الإسرائيلي (السابق)، خلال ندوة عقدت برعاية جريدة معاريف (خلال السبعينات)، بأن الوكالة اليهودية كانت تعلم في ال 1942 بإبادة اليهود، و أن زعاماتها و الدوائر اليهودية في الولايات المتحدة كانت مطّلعة على واقعة الإبادة و إن لم يكن على إتساع نطاقها. والحقيقة أن جميعهم لم يكتفوا بالسكوت عنها بل حاولوا طمس ما علموه.
كما نشرت جريدة هآرتز التي تصدر في تل أبيب، خلال الفترة نفسها، أنه لدى تولّي هتلر الحكم إستدعى جورنج الزعماء الصهيونيين وطلب منهم دحض التقارير عن مذابح اليهود في ألمانيا، فذهبوا إلى لندن و براغ وفعلوا بدقّة ما أمروا به.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه توجد تساؤلات عديدة في شأن المحرقة اليهودية و العدد الفعلي لضحاياها، إذ أنه كما سبق و رأينا فإن اليهود يميلون دوماً للتضخيم و المغالاة و إستدرار العطف عبر المتاجرة بأحزانهم و مآسيهم.
وفي إطار معاداة السامية أيضاً، يشير جاك تيلور وهو إسم مستعار إستخدمه كاتب أميريكي وضابط إتصال سابق في جهاز الإستخبارات الأميريكية، في كتابه “أوراق الموساد المفقودة” ، وهي أوراق على درجة عالية من الأهمية و السرّية ضاعت من جهاز الإستخبارات الإسرائيلي، الموساد، ثم نجح الجهاز في إسترجاعها، غير أن نسخة منها تسرّبت ووجدت طريقها إلى الكاتب الذي يشير في كتابه في وثيقة منسوبة إلى الموساد، ونقلاً عن الجهاز المذكور، إلى أن:
“مصطلح العداء للسامية يطلق تحديداً ليعني العداء الشديد للعرق السامي. بالطبع أنه لا وجود لهذا الأمر، ومن ثم فهي تسمية مغلوطة منذ البداية، إنها في الواقع تعني، على وجه الدّقة: الكره الشديد لليهود الأوروبيين، الذين من المحتمل أن يكون لدى الأغلبية منهم نفس النسبة المئوية من الجذور السامية مثل أي أوروبي آخر. هذه أول و آخر مرة نذكر فيها هذه الحقيقة لأن معاداة السامية راية يجب أن نرفعها و نسير وراءها إلى أن يصبح كل الصهاينة دولة واحدة.”


واليهود شعب منعزل و حاقد على كل من حوله، فقد رفضوا الإندماج في المجتمعات الأصلية التي عاشوا فيها و إنعزلوا عنها و سعوا دوماً إلى التقوقع ضمن إطار ضيّق و تحولّوا إلى السريّة و أقاموا فيما بينهم تعاوناً وثيقاً رغم إنتشارهم في معظم البلدان.
وكنتيجة طبيعية لعقيدة اليهود و لشعورهم بالنقص من التشرّد و الحرمان، مع إعتقادهم بأنهم مميزّون و “شعب مختار”، فقد تحولّوا إلى عناصر شغب و تخريب في كل البلاد التي حلّوا فيها، و إشتهروا بتنظيم الحركات السريّة وكانوا وراء كل فتنة في التاريخ.
وفي هذا الإطار، فقد حذّر بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميريكية، عند وضع دستور الولايات المتحدة سنة 1789 من خطر اليهود على بلاده و على العالم مشيراً إلى أنه:
” في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي و أفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدّى بهم الإضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب مالياً كما هي الحال في البرتغال و إسبانيا.”
في حين خلص المؤتمر السادس للحزب الشيوعي في إسرائيل إلى إعتبار أن الصهيونية ومعاداة اليهود على السواء، أساسهما فكرة واحدة هي أن اليهود في جميع البلاد هم عنصر غريب يختلف عن بقية الأهالي.
إن عقدة الإستعلاء عند اليهود و إحتقارهم كل من يختلف عنهم ونظرة الشك إليهم، كلها عوامل ولّدت روحاً عدوانية لدى اليهود تجاه سواهم و دفعتهم إلى إستخدام العنف تجاههم كلما سنحت لهم الفرصة لذلك.
كما أدّى إحتقار الآخرين و الإستعلاء عليهم، اللذان سادا الفكر اليهودي، إلى حالة نفور بين اليهود و بين أبناء مجتمعهم في أي بلد وجدوا فيه، مما أنتج عقلية الإنعزال عن الآخرين عندهم، وهذه أدّت إلى الأحياء اليهودية المغلقة التي عرفت بإسم “الغيتوهات”.
هذه النظرة العدوانية التي ينظر من خلالها اليهود إلى كافة الناس و الأمم ولّدت عندهم حالة شكّ و ريبة تجاه الجميع، يضاف إلى ذلك حالة الطمع بما في أيدي الناس، وحتى يكون لهم ذلك يعملون من خلال التجسس على الوقوف على حقيقة مواطن القوة عند كل شعب يريدون النيل منه كي يضربوها، و يحاولون التعرّف على مواقف الضعف لينفذوا منها.

لقراءة الجزء الأول إضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى