أديب وصحافي لبناني من طِرازٍ رفيع الروائي أمين معلوف
أديب وصحافي لبناني، من طِرازٍ رفيع، ومن نمط، لا نجِد له في الغرب، سوى عددِ محدود، من النَّظائِر.
ينظُر البعض إليه، باعتِبارهِ، أعمَق مُفكّر، عرفه العالم، في هذا القرن، وواحدٌ من أهمّ الأُدباء الذين عرفهم التاريخ، وأهمّ المُؤثّرين في الأدب العالمي الحديث، وأكثرهُم ترجمة في العَالَم.
وصَفَهُ أحدُ مُعجَبيه، أنّه “أعظم كاتب قصة” في عصرنا الحديث، أعَادَ إلى “الرواية” الإحترام الفكري، الجدير بها.
السِّمة الأساسية التي تجذبك إليه، هي مقدِرتُهُ على الجَمع بين النَقائِض، والأضداد، بصورة لا هي ديالكتيكيّة، ولا هي تصالُحيَّة، هي المُقارَنة بين الأشياء، مع المُباعَدَة بينها، كالحديث مثلاً عن الحُبّ ألحِسِّي، والحُبَ الفِكري، في الوقت نفسهِ، أو اليدّ التي تُبارِك، هي نفسها اليدّ التي تقتُل.
تلك عناصِر محوريَّة، في شخصيَّة أمين معلوف حيثُ تحتدّ التَّوتُرات الناشِئة عن الإزدواجيَّة، لتُضيف بُعداً يجعل من تلك الشخصيَّة أمثولة تنطِق بالحِكمة، وتذكِّرُك بالمواجهة التي تتمّ يوميَّاً، بين السَّجان وسجينه، لتُساعدك على رسم نهاية الرواية، والإعتراف بآثام الماضي، لسببٍ تجهلُه، ويجدُر البحث عنه، بعدَ صمتٍ طويل، لأنَّ الجَدَل حين ينشُب بين النَّاس، يُنسيهِم الحديث عن الماضي والحاضر والمُستقبل، ويبدأ حيثُ الأجساد، ليشهدوا أهوالاً، لا يملكون حتى تخيُّلِها، كُلّ ذلك هو السَّبيل الذي سلكوه، حيثُ تتشابكُ الأفكار، وتنتهي الرواية.
إنَّ الرِّوائي معلوف، يَصِفُ قانوناً كونيَّاً، أهمّ، وأقوى من الظروف النفسيَّة، التي قد تعتري الشَّخصيَّات، وهو قانونٌ مُخيف، يُقِرّ بوجود أسباب السُّقوط، والفناء، بِلا حاجة لسبَبٍ خارجي طارئ، لإستحداث زوالها، فحين يمضي أيّ شيء في الإنحدار نحو نهايته، إيذاناً بالسُّقوط، لا نملكُ إيقافه، ولا نستطيع معه تحديد العامِل المسؤول، وكأنَّ الأشياء تنهارُ تحت وطأتها الذَّاتيَّة.
إنه أشبه بناموسٍ كونيّ، يستشري كغثاء السَّيل، أو زَبد البحر، يتصرَّف عكس ما تريدُهُ، لكي يجعل لأفعالك عواقب، تتجاوز إرادتك، أو حتى خواطرك، فما مِن ضحيَّة، تَجِد أدنى غضاضة، في التَّحوُّل إلى جلاّد، لو تغيَّرَت الظروف، إنطلاقاً من كوامِن الذات.
ورغم صعوبة الوصول إلى تلك المساحات، من المُمكن إستحضارها، حيث لا مجال لتبيُّن العتمة من النور، فتُصبح المُهمّة أصعب، لأنه عليك أن تختار، وتُدرِك، أنه في موقِعك هذا، إنما تُمثِّل عالمٌ بأكملِهِ، وأنت تحلَم بأنَّك تقبِضُ بيدك على شيء، تتجاوز به زمانك، لكن لا يملك أَحَد أن يتنبَّأ بالمُستقبَل، وهو في مقبرة الحاضر، حيثُ تتسلسلُ الأحداثُ سِراعاً، لكي تتمّ المُراوحة بين زمنٍ وآخر، دون توقُّعات مُسبقَة.
الرِّوائي الأديب أمين رشدي معلوف، أكبر من أن يُختَصَر في سطور وكلمات، إنه أحد ركائز الفكر العالمي، الذي يرى في وطنه لبنان، عملاقاً، أكثر غنى بالحضارة، والتَّقدُّم، والتاريخ، من كلّ الأوطان.
أحبَّ أمين معلوف السِّياسة، واهتمَّ بالشأن العام، والإصلاح الإجتماعي أيضاً، فَحَمَلَ على عاتِقه أكثر من قضيَّة، وكان له أكثر من محَّطة، في المجال الفكري والثقافي، والإنساني والإجتماعي، في لبنان والخارج.
من أقواله: “على ذوي المعرفة، من مفكرين، ومثقفين، أن يرفعوا الصوت دون كَللَ من أجل عالمٍ أفضل، عالَم ينعم بالعدالة.
إنه رائدٌ حقيقيّ، وظاهرة أسطوريَّة، ما أحوَج لبنان اليوم، إلى كِبار من أمثالِهِ.
وُلِدَ أمين معلوف، في الخامِس والعشرين من شباط – فبراير- عام 1949م. وهو الثاني، من أربعة أطفال، لأُسرة تنتمي إلى قرية ريفيّة لبنانية، هي “عين القَبو”.
تزوَّج والِدَيه في القاهرة، سنة 1945م، حيث وُلِدَت أُمُّهُ أوديت هناك، من أب مسيحي، ماروني، من سكان الرّيف، الذين ذهبوا للعمل في مصر.
أما والدهُ رشدي معلوف، فهو من طائفة الروم المَلَكييِّن الكاثوليك، “بارسون الكنيسة المشيَخيَّة” وكان إبن “البارسونز” وهو “جدّ أمين معلوف” ينتمي للعقلانيّة، أو للإكليروس وربما كان “ماسوني” حيث رفَضَ تعميد أطفالِهِ.
وفي حين أرسلَ فرع البروتستانتيّه، من الأُسرة، أطفالهم إلى المدارِس البريطانيَّة والأميركيَّة.
كانت والدة أمين الكاثوليكيَّة، المُتعصِّبة، تُصِرّ على إرسالِهِ إلى “كليَّة نوتردام دي جمهور” وهي مدرسة فرنسيَّة، يسوعيَّة.
وقد درس عِلم الإجتماع، في “جامعة القديس يوسف” الفرنكوفونيَّة، في بيروت.أمين معلوف
روائي وصحافي لبناني/ فرنسي
أديب وصحافي لبناني من طراز رفيع، ومن نمط لا نجد له في الغرب سوى عدد محدود من النظائر.
ينظر البعض إليه بإعتباره أعمق مفكّر عرفه العالم في هذا القرن، وواحد من أهمّ الأدباء الذين عرفهم التاريخ، وأهمّ المؤثّرين في الأدب العالمي الحديث وأكثرهم ترجمة في العالم.
وصفه أحد معجَبيه أنّه “أعظم كاتب قصة” في عصرنا الحديث، أعاد إلى “الرواية” الإحترام الفكري الجدير بها.
السِّمة الأساسية التي تجذبك إليه هي مقدرته على الجَمع بين النقائض والأضداد بصورة لا هي ديالكتيكيّة، ولا هي تصالحيّة، هي المقارنة بين الأشياء مع المباعدة بينها، كالحديث مثلاً عن الحب الحسّي والحب الفكري في الوقت نفسه، أو اليد التي تُبارِك هي نفسها اليد التي تقتُل.
تلك عناصر محورية في شخصية أمين معلوف حيث تحتدّ التوترات الناشئة عن الإزدواجية، لتُضيف بُعداً يجعل من تلك الشخصية أمثولة تنطق بالحكمة، وتذكّرك بالمواجهة التي تتمّ يومياً بين السجان وسجينه، لتُساعدك على رسم نهاية الرواية، والإعتراف بآثام الماضي لسبب تجهله ويجدر البحث عنه بعد صمت طويل، لأنَّ الجدل حين ينشب بين الناس، ينسيهم الحديث عن الماضي والحاضر والمستقبل، ويبدأ حيث الأجساد، ليشهدوا أهوالاً لا يملكون حتى تخيُّلها، كلّ ذلك هو السبيل الذي سلكوه، حيث تتشابك الأفكار وتنتهي الرواية.
إنَّ الروائي معلوف يصف قانوناً كونيّاً أهمّ وأقوى من الظروف النفسيّة التي قد تعتري الشَّخصيَّات، وهو قانون مخيف يُقِرّ بوجود أسباب السقوط والفناء بلا حاجة لسبب خارجي طارئ لإستحداث زوالها، فحين يمضي أيّ شيء في الإنحدار نحو نهايته، إيذاناً بالسقوط لا نملك إيقافه، ولا نستطيع معه تحديد العامل المسؤول، وكأنَّ الأشياء تنهار تحت وطأتها الذاتيّة.
إنه أشبه بناموس كونيّ يستشري كغثاء السَّيل أو زبد البحر، يتصرَّف عكس ما تريده لكي يجعل لأفعالك عواقب تتجاوز إرادتك أو حتى خواطرك، فما مِن ضحيّة تَجِد أدنى غضاضة في التحوُّل إلى جلاّد، لو تغيَّرَت الظروف، إنطلاقاً من كوامن الذات.
ورغم صعوبة الوصول إلى تلك المساحات، من الممكن إستحضارها، حيث لا مجال لتبيُّن العتمة من النور، فتُصبح المُهمّة أصعب، لأنه عليك أن تختار وتُدرِك أنه في موقعك هذا، إنما تُمثِّل عالَم بأكمله، وأنت تحلم بأنَّك تقبض بيدك على شيء تتجاوز به زمانك، لكن لا يملك أحد أن يتنبَّأ بالمستقبل، وهو في مقبرة الحاضر، حيث تتسلسل الأحداث سراعاً لكي تتمّ المراوحة بين زمن وآخر دون توقُّعات مسبقَة.
الروائي الأديب أمين رشدي معلوف، أكبر من أن يُختَصَر في سطور وكلمات، إنه أحد ركائز الفكر العالمي الذي يرى في وطنه لبنان عملاقاً أكثر غنى بالحضارة والتقدّم والتاريخ، من كلّ الأوطان.
أحبَّ أمين معلوف السياسة، وإهتم بالشأن العام، والإصلاح الإجتماعي أيضاً، فَحَمَلَ على عاتقه أكثر من قضيّة، وكان له أكثر من محطة في المجال الفكري والثقافي والإنساني والإجتماعي، في لبنان والخارج.
من أقواله: “على ذوي المعرفة، من مفكرين، ومثقفين، أن يرفعوا الصوت دون كَللَ من أجل عالمٍ أفضل، عالَم ينعم بالعدالة.
إنه رائد حقيقي، وظاهرة أسطورية، ما أحوَج لبنان اليوم، إلى كبار من أمثاله.
وُلِدَ أمين معلوف في الخامس والعشرين من شباط– فبراير- عام 1949. وهو الثاني من أربعة أطفال لأسرة تنتمي إلى قرية ريفية لبنانية هي “عين القبو”.
تزوّج والِدَيه في القاهرة سنة 1945، حيث وُلِدَت أمّه أوديت هناك، من أب مسيحي ماروني، من سكان الريف الذين ذهبوا للعمل في مصر.
أما والده رشدي معلوف، فهو من طائفة الروم المَلَكييِّن الكاثوليك، “بارسون الكنيسة المشيَخيَّة” وكان إبن “البارسونز” وهو “جدّ أمين معلوف” ينتمي للعقلانيّة، أو للإكليروس وربما كان “ماسوني” حيث رفض تعميد أطفاله.
كانت والدة أمين الكاثوليكية المتعصِّبة تُصِرّ على إرساله إلى “كلية نوتردام دي جمهور” وهي مدرسة فرنسية يسوعية.
وقد درس علم الإجتماع في “جامعة القديس يوسف” الفرنكوفونيّة، في بيروت.
وعمل رئيساً للتحرير في جريدة النهار، حتى العام 1975، تاريخ إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، حيث إنتقل للعيش في باريس، ومازال مقيماً فيها حتى اليوم، وهو متزوّج، وله ثلاثة أولاد.
بدأ العمل في سلك الصحافة في جريدة “النهار” اللبنانية. وفي العام 1976،إنتقل إلى فرنسا حيث عمل في مجلة “إيكونوميا” الإقتصادية، وإستمرَّ في عمله الصحفي، فَرَأسَ تحرير، مجلة “جون افريك”، وكذلك إستمرَّ في العمل مع جريدة “النهار” و”النهار” العربي والدولي” حتى العام 2010.
أصدر أمين معلوف أول أعماله “الحروب الصليبية كما رآها العرب” عام 1983، عن دار النشر “لاتيس” التي صارت لاحقاً دار النشر المتخصِّصة في أعماله، والتي تُرجِمَت إلى لغات عديدة، ونال على أثرها عدة جوائز أدبية فرنسية منها:
- “جائزة الصداقة الفرنسية العربية” عام 1986 عن روايته “ليون الافريقي”.
- – “جائزة غونكور” كُبرى الجوائز الأدبية الفرنسية عام 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”، وقد قام صديقه الدكتور عفيف دمشقية بترجمة أكثر أعماله إلى العربية، وهي صادرة عن “دار الفرابي – بيروت”.
تميَّز مشروع أمين معلوف الإبداعي بتعمُّقه في التاريخ، من خلال ملامسته أهم التحولات الحضارية، التي رسَمَت صورة الغرب والشرق على شاكلتها الحاليّة.
كتب معلوف العديد من الروايات، غير أنّ أعماله تضمَّنت دراسات بحثيّة ككتاب “الحروب الصليبيَّة كما رآها العرب”، كما كَتَب مسرحيات شعرية مثل كتاب “الحُب عن بُعد”.
تميَّزت روايات أمين معلوف، بتجاربه في الحرب الأهلية والهجرة.
من روائعه:
- “الحرب الصليبيّة كما رآها العرب” عَرْض تاريخي، 1983.
- – “ليون الافريقي” رواية، 1984.
- – “سمرَقند” رواية، 1986.
- – “حدائق النور” رواية، 1991.
- – “القرن الأول بعد بياتريس” رواية 1992.
- صخرة طانيوس” رواية، 1993م.
- – “سلالم الشرق” أو “موانيء المشرق” رواية، 1996.
- – “رحلة بالداسار” رواية، 2000.
- – “الحُب عن بُعد” مسرحية شعريّة، 2001.
- – “الهويّات القاتلة” مقالات سياسية، 1998 -2002.
- – “بدايات” سيرة عائلية، 2004.
- – “الأم أدريانا” مسرحية شعرية، 2006.
- – “خَلَل العالم” مقالات سياسية، 2009.
- – “التَّائهون” رواية، 2012.
فاز أمين معلوف مؤلف كتاب “صخرة طانيوس” الذي نشرته “دار غراسيه” بـ “جائزة غونكور”، بعد حصوله، على ستة أصوات، مقابل صوتين لميشال برودو، مؤلف رواية “صديقي بييرو”.
مَن لم يقرأ معلوف، لم يقرأ في حياته…
أمين معلوف، أحد الكتاب اللبنانيين، الذين دخلوا “الأكاديمية الفرنسية” من بابها الواسع العريض، كأول لبناني عربي، منذ تأسيسها، فوَقَف له لبنان ابتهاجاً، وصفّق له الرؤساء.
هو الشخص نفسه، الذي لم يتنصَّل يوماً من هويته اللبنانية، والذي سيبقى إسمه محفوراً في ذاكرة هذا الوطن، يتناقله اللبنانيون جيلاً بعد جيل.