الأكاديمي والباحث الإستراتيجي في العلاقات الدولية د. علوان أمين الدين : نحن نعيش بـعصر الظُلمات
حائز على إمتياز مع مرتبة الشرف العليا عن بحثه “العلاقات الصينية – الألمانية 1990 – 2015″، وحائز على محبة وتقدير كل من يعرفه. هو علوان نعيم أمين الدين، كاتب وأكاديمي وباحث في العلاقات الدولية، حائز على ليسانس في الحقوق من جامعة بيروت العربية وحائز على المرتبة الأولى في دبلوم العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة بيروت العربية وماجستير في القانون الدولي ودكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية من مركز الدراسات الدبلوماسية والإستراتيجية CEDS – باريس. هو باحث في العلاقات الدولية، ولديه عدة كتب ودراسات منها “الحرب على آسيا من المياه الدافئة إلى المحيط الهادئ”، و”العولمة والسيادة في العلاقات الدولية والاقليمية”، وكتابه الأخير “السور الأحمر العظيم: نظرية فصل إفريقيا”، وعدة كتب وأبحاث أخرى منشورة وغير منشورة.
لمجلتنا عن نشاطاته، قال: أنا أكاديمي ولدينا موقع رقمي ندرج عبره مقالات إجتماعية وسياسية واقتصادية… أركز دائماً على العنصر التكنلوجي، فالتكنولوجيا حالة فرضت نفسها علينا بقوة، وعلينا أن نستخدمها ببعدها الإيجابي، ونأخذ من الغير ما يناسب حياتنا ومجتمعاتنا. ليس بخافٍ على أحد أن العنصر التكنولوجي ساهم في تطويرنا فكرياً، وهو ما يجب أن ينعكس إيجاباً على وعي الشعوب لحقوقها وحرياتها، وذلك بعد أن أصبح العالم كله قرية واحدة.
وعن ما نعيشه اليوم قال: للأسف، نحن نعيش الزمان نفسه الذي عاشته أوروبا أبان ما عرف بـ “عصر الظُلمات” والصراع ما بين الكنيسة (الطوائف) والشعب. اليوم، هناك ظواهر لنوع من الدكتاتورية المقنعة تمارس على الناس، علماً بأن الحكام يوهمون المواطنين بأننا بلد ديمقراطي. لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث أن التعبير عن الرأي بات جريمة بدل أن يكون حقاً.
وفيما يخص الشق الثقافي، يقول: للأسف، هناك نوع من التصحر الفكري، والكتاب الرقمي بات يحل محل الكتاب الورقي بمعنى انتفاء تلك العلاقة المدرحية بين القارئ والكتاب، لكنني ما زلت من هذا الجيل. أيضاً، حتى القراءة الرقمية ليست كافية كي يكون لدينا مجتمع مثقف وواعٍ، والدليل على ذلك نوعية الكتب التي تباع في معارض الكتاب. أنا لا أتحدث عن الكتب المتخصصة، ولكن عن الكتاب بشكل عام.
عن الوضع الإقتصادي، قال: لا توجد حلول جذرية في الأفق، ويعود ذلك إلى وجود فساد مستشري ضمن الطبقة السياسية الحاكمة – بعضها وراثية – هي التي اصلت البلد إلى ما هو عليه، بإعتراف الكثير منهم. أيضاً، لبنان بلد مستورد غير مصنِّع، فكيف للعملة الأجنبية أن تدخل إلى الخزينة؟ في المقابل، يوجد مواطن محقون بالطائفية، وجاهز للقيام بأي شيء من أجل “حماية الطايفة”، مع أن الخوف هو من أغلب حكام هذه الطوائف وليس من الطوائف الأخرى، وهو ما يُظهر تجذّر “الإقطاع النفسي” عند معظم اللبنانيين على الرغم من المصائب والأزمات التي تجمعهم.
عن ما يطالب به كأي مواطن، قال: أنا مع الدولة المدنية، ومع فصل السلطات والقضاء عن الدولة، وقانون جديد للإعلام، ولبنان دائرة اتخابية واحدة خارج القيد الطائفي على أساس النسبية، ومع إقرار قانون جديد للأحزاب خارج القيد الطائفي، وتنزيل سن الإقتراع إلى 18 عاماً، وإقرار قانون استقلالية السلطة القضائية، واعادة العمل بوزارة التخطيط والتصميم ودمج الصناديق المحتلفة ضمنها، إصاح النظام التربوي بحيث يتعلم الطالب الوطنية بحق.
وعن كيفية تمسك الطبقة الحاكمة بالسلطة، قال: في لبنان طبقة حاكمة تختلف في الظاهر وتجمع في الباطن لأجل مصالحها الخاصة، يتقاسمون الأدوار ويعملون على تخويف الشعب من بعضه البعض على قاعدة “يجب أن نبقى مختلفين كي نبقى زعماء.. إذا إتحدنا لن نبقى زعماء”.
يجب أولا أن نحدد هويتنا التي يجب أن ننتمي بها الى وطننا لبنان لا لسواه، وأقول أن الحق والملامة بالدرجة الأولى تقع على المواطن الذي يختار حسب الطائفة والعائلة والإنتماء الحزبي لا الوطني.
وختم الدكتور أمين الدين حديثه لمجلتنا عن لبنان، فقال: لبنان كمثل إنسان في غرفة الإنعاش لم يموت بعد ولكن ممنوع عليه أن يحيى.