آراء ومقالات

ماذا فعلت بالعشاق، أيها الخنّاس الدنّاس

علاقات زائفة… هكذا يفصح عشاق الوقت الضائع، من كل صوبٍ وحدب… لا وجوه تتورد خجلاً، ولا قلوب تتماسك أمام الطوفان، الحب أثمان، هذه هي الصياغة الجديدة لقانون العواطف. ومن علت أثمانه، علت ضرورته، علت مغامراته، علت نرجسيته، وعلت خيانته…
ومن رخصت أثمانه، كان مجرد محطة مؤقتة، ظلٌّ يطارد اللاشيء، أو ذكرى تباع وتشترى عند أول مزاد للفراغ.

العلاقات ليست رسائل وكلمات منمقة، ولا لقاءات عابرة، ولا صور موشومة بالذكريات.
العلاقات هي ما يملكه العاشق من نفوذ القلب وسلطة الشعور، هذه الصياغة الجديدة لقانون الحب.
فالعاشق القوي يملك زمام المشاعر، يحدد من يحبه ومن يغادره،
أما العاشق الضعيف، فهو مجرد بيدق في رقعة الشطرنج، يحركه الهوى حيث يشاء.

المحب إن قلَّت حيلته فهو مجرد عاشق صغير، يتغنى بالقصائد ولا يملك سوى الأوهام،
أما إن كثرت كلماته وسُلطته، فهو ملك العشاق،
هو أولاً… وبعده يأتي الحب.

العلاقات لم تعد سكينةً تسكن القلب،
بل حلبة صراع بين من يملك السلطة ومن يبحث عن النجاة،
بين من يعشق لنفسه، ومن يُحب ليُنسى.

أيها الخنّاس الدنّاس…
جعلت العشاق يبيعون الوعد، ويمتطون الأمل،
استبدلت أسماء الحب الصادق، بعناوين علاقاتٍ باردة،
أما الغرابة، أنك جعلت القلوب تؤمن بالأوهام، وتقاتل من أجل سرابٍ براق.

الحب كان معجزة، ثم أصبح تجارة، ثم صار وهماً…
وها أنت اليوم تغلف الخيانة بأوراق الزينة، وتدعو القلوب الساذجة إلى وليمة الوهم.
هناك، حيث يضحك الجبناء، ويبكي العشاق…

محمد الحاجم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى