آراء ومقالات

المؤامرة الكبرى: إسرائيل والتقسيم الممنهج لسوريا والمنطقة / بقلم: العميد الركن بهاء حلال

كل الاحداث التي تجري على ألارض السورية لا تعتبر احداثاً عابرة ابدا ومعالجتها لن تكون في اي حال من الاحوال معالجة ميدانية او عملانية بل سياسية فقط. فسورية اصبحت  تشبه باقي الدول التي تنشط فيها انشطة  المعارضات على الحكم والسيطرة كما ولا يمكن تحقيق اهداف هذه المعارضات بآلة الدم والعسكرة، لا بل ان العلاج السياسي  هو الطريقة الوحيدة التي يمكن ان تسد كل الثغرات التي تسعى من خلالها فصائل ودول  كثيرة إلى التسلل منها، والرهان على صراعات

الداخل السوري والخلافات السياسية والمذهبية الفئوية والطائفية البغيضة لأجل إضعاف هذه الدولة ككيان و دولة ، ودفعها من اجل التناحر والغرق في الاقتتال العبثي والذي يعيدها الى قرون سابقة .

فعملية تدمير الدولة السورية هي عملية ممنهجة وليست من اجل تحقيق هدف إزاحة النظام السياسي فقط أو الإطاحة بمناطق نفوذ النظام السابق

 وما نشهده اليوم هو عمليا تنفيذ لنظرية المؤامرة التي لطالما تم نفيها والعمل على التشكيك بها منذ عقود وهي : 

-إضعاف سوريا داخليا .

-تقسيمها إلى دويلات متناحرة . دولة درزية واخرى  كردية واليوم العلويون يطلبون الحماية من روسيا من جراء فظاعة الاعمال التي تقوم بها  فصائل المرتزقة ذات الجنسيات الاسيوية المختلفة والمرتبطة بحبل سري دموي وهدفها نشر الخوف بين الناس وحتى لا يعاكس احداً منهم الجهات الحاكمة.

وهذا ما بدأنا نلحظه من تأزير لمشاريع إسرائيل لناحية اعطائها القدرة لتنفيذ مشروعها الاستراتيجي “إسرائيل الكبرى” الذي يتم عمليا عبر:

– تدمير القدرات العسكرية السورية وتشتيت الجيش.

–  و السيطرة على الموارد الاستراتيجية .

–  إفقار وتهجير السكان الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي اساسي مستند على اسس مذهبية وتحت عناوين مختلقة

وهذا ما نشهده بعد قيام اسرائيل باحتلال الجنوب السوري وصولا الى ريف درعا وهدفها ان تحتل اراضٍ اكثر لتصل بسيطرتها الى جبل العرب ( حبل الدروز) في السويداء

تحت ستار عملية عسكرية اطلقوا عليها اسم سيف باشان واحتلوا من خلالها جبل الشيخ الموقع الاستراتيجي والكثير من المواقع الاستراتيجية في الداخل السوري مما جعل هذا التغيير : 

الجيو استراتيجي مسارا يحقق لها اهدافا بالجملة 

ومن اهمها تطويق الجغرافيا اللبنانية 

وقطع شريان دعم محور المقاومة 

والاهم هو تحقيق بداية الهدف الاستراتيجي لاسرائيل وهو تحقيق حلم *اسرائيل الكبرى*

والذي هو اساس الطموح التوسعي الاسرائيلي استنادا الى المؤرخ الاسرائيلي اسرائيل شاحاك وفي مقالة له 

عام ١٩٩٤ 

تحت عنوان ثقل ٣٠٠٠ عام يعرض فيها مذكرة لديفيد بن غوريون : 

وهو اول رئيس وزراء لاسرائيل يقول فيها: 

ان حدود دولة اسرائيل يجب ان تضم كامل فلسطين وكل منطقة حوران ( محافظة حوران في سورية زائد محافظة الكرك في الاردن ) وجزء من محافظة دمشق

ومنطقة القنيطرة إضافة الى مساحة من لبنان تبدأ في عنجر في وسط البقاع وتنتهي في حاصبيا ، شاملة كامل مجرى نهر الليطاني . وهذا كان تأكيداً لمذكرة المنظمة الصهيونية عام ١٩١٩ في سياسة حكومات اسرائيل.

هذا ما يفكر به العدو الاسرائيلي ويحاول تنفيذه لكن تحوله الى واقع 

يلزم التدقيق بما سيفعل المحور المناوئ للعدو لعدم تمكينه من تنفيذ ما يضمر من افكار توسعية .

كل سعي العدو الاسرائيلي وسعي السلطة الاميركية الى شرق اوسط جديد تكون في الغلبة لهما 

اخيرا ان حدث ما تخطط له اسرائيل سنكون حتما امام الشر الاوسط الكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى