حفل توقيع “عُصارَة الزَّمَن” للدُّكتور نسيب فوَّاز .. تكريم لمسيرة لبنان في الاغتراب
مريم بيضون – خاص ستار نيوز فيجين
برعاية دولة رئيس مجلس النُوَّاب الأستاذ نبيه بري، مُمَثَّلًا بالنائب الدكتور فادي علامة، أقام المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال حفل توقيع كتاب “عُصارَة الزَّمَن” للمُؤلِّف الدكتور نسيب فواز، رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال، في فندق فينيسيا – بيروت.
حَضَرَ الحفل عدد من الشخصيات اللبنانية البارزة في مُختَلِف المجالات، مِن دبلوماسيين، سياسيين، رجال دين، اقتصاديين، ثقافيين، فنانين، بالإضافة إلى رؤساء ومديري الجامعات، سيدات المجتمع، وأفراد من الصحافة والإعلام.
يتناول كتاب “عُصارَة الزَّمَن” رحلة حياة الدكتور فوَّاز، مُستعرِضًا تجربته الذاتية ومسيرته الاغترابية، إلى جانب مساره المهني والاجتماعي والثقافي. كما يُسلِّط الضَّوء على تاريخ الجالية العربية واللبنانية في مدينة ديربورن، ميشيغان- الولايات المتحدة الأمريكية.
ابتدَأَ الحَفل بالنَّشيد الوطني الُّلبناني، وقَدَّمَ الحفل الفنان الأديب جهاد الأطرش.
راعي الحفل
وألقى النائب الدكتور فادي علامة مُمَثِّلًا رئيس مجلس النُوَّاب نبيه بري كَلِمَةً جاء فيها:«شرّفني دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري بتكليفي لِأُمَثِّلهُ اليوم بينكم ناقِلاً لكُم تحيَّاته ومحبَّته وشوقه الكبير ورغبته ليكون بينكم لولا الظروف التي حالَت دون ذلك، الرئيس نبيه بري الذي قرأ الدعوة لهذا الحفل وتصفَّحَ كتاب الدكتور نسيب فوَّاز بِعَينِ القلب ونبض الذاكرة وحماسة الصداقة وحرص رفيق العمر للكاتِب الذي تشارك وإيّاه مراحل العمر بكل ما حملت من تعب وقهر ونجاح وإخفاق أحياناً لتستمر بالتفوُّق والإبداع الذي تشاركوا به كُلٍّ في مجالِه وحياتِه العملية ..»
وتابَعَ:«”عُصارة الزمن” بما تضمَّنه من أحداث ويوميات بدأت من قرية تبنين الجنوبية إلى بنت جبيل فأميركا والعالم ، هو رحلة طموح أو لعلَّهُ طريق الأمل الذي لا ينتهي ولا يُغلَق أمام الإرادة الصادقة والعزيمة الثابتة والتصميم على النجاح كما يصِفهُ دولة الرئيس بري.»
واستكمَل:«يُتابِع الرئيس نبيه بري تأمُّله كتاب عُصارة الزمن بإبتسامة وكأنَّهُ يَعرف تفاصيل هذا الكتاب ورحلة الكاتب ، وهو الصديق الأقرب له منذ الطفولة حيث لمسَ ذكاءَه المُتميز وتصميمهُ وجدِّيته وكان يُدرك بأن الله تعالى سيُوفِّقه ليكون من المُتفوِّقين في ميادين مختلفة. فكان فعلاً كذلك وحَمَلَ نجاحات الشباب اللبناني إلى بلاد الإغتراب حامِلاً في قلبه وعقله حنينه الدائم لأرضِه وقَريتِه ووطنِه فكان د. نسيب فواز مِثال للُّبناني المُغترِب الذي حَمَلَ الوطن معه حيثما رحل ولم يترك فُرصة إلاّ وعمِل من خلالها على تعزيز روح التواصل والمَوَدَّة بين اللبنانيين المغتربين ، وكان فخراً للبنان في ميادين عملِه إسماً لامعاً بالنجاحات والتفوُّق، نأمل أن يستفيد منه ومن طاقته لبنان. ولأنَّهُ مُؤمن بلبنان ، كان تأسيسه للمجلس الاغترابي اللبناني للأعمال كحلقة وصل واتِّصال بين المغتربين فيما بينهم وبين بلدِهم لبنان.»
وأضاف:«ليس غريباً على إبن الجنوب هذا التعلُّق بالأرض، بتنهيدة ، يكاد جليس الرئيس نبيه بري يسمع أحرفها يقول ليس غريباً عليه ذاك التعلق وهو الوطني منذ الطَفرة لا بل بالفُطرة ، مُستذكراً أطراف أحاديث الصِّبا عن ضرورة إنهاء الإقطاع السياسي وتحقيق الديمقراطية والتشهير بالمُهرِّبين إلى فلسطين المُحتلَّة وذلك شرارة القلب الوهّاج بِحُبّ الوطن والمُؤمِن بسيادته وإستقلاله ووحدته.»
وخَتَمَ:«الحفل الكريم ، بإسم دولة الرئيس نبيه بري وبإسمي الشخصي اُبارِك للدكتور نسيب فواز توقيع كتابه “عُصارة الزمن” على أمل أن يكون هذا الكتاب بمعناه الواسع ومدلولاته إشارة وحافِز للشباب ليمضوا في طريق النجاح مُتحدّين كُلّ الظروف مُتمسّكين بالعزيمة والإرادة، وكذلك أن يكون الكتاب مرجعًا يختصر حياة مُغترِب لم يُغادِر وطنَه رغم المسافات. عشتم وعاش لبنان.»
الفرزلي
وأشارَ النائب إيلي الفرزلي إلى أنَّ لبنان كان ولا يزال رمزًا للإرادة والعِزَّة رغم التحديات. وأكَّدَ أنَّ المغتربين اللبنانيين، مثل الدكتور فوَّاز، أعادوا بناء مجد لبنان وعِزَّتِه في جميع أنحاء العالم. كما أشار إلى أنَّ التاريخ يشهد على دور لبنان الكبير في الحضارة الإنسانية، وأنَّ ما يُعانيه الشرق اليوم هو نتيجة لتجاهُل الغرب لتاريخِه.
اختَتَمَ الفرزلي كلمته بالثناء على جهود الدكتور فوَّاز في إحياء مجد لبنان، مُشيدًا بمساهمته الكبيرة في مسيرة الاغتراب اللبناني.
منصوري
وَأَلقى البروفسور منصوري كلمةً أشاد فيها بمسيرة الدكتور نسيب فوَّاز الوطنية، مُؤكِّدًا أنَّ كتابه “عُصارة الزمن” ليس مُجرَّد سرد لنجاحه الشخصي بل شهادة حيَّة على عَظَمَة الإنسان اللبناني الذي يحمل وطنه في قلبه أينما حلّ. وأشار إلى أنَّ الكتاب يعكس رحلة مُمتدَّة لنجاح رجل أعمال لبناني بدأ من الجنوب اللبناني، ليُصبِح أحد أبرز الداعمين للجالية اللبنانية في أمريكا، دون أن يتخلَّى عن ارتباطه العميق بلبنان.
كما أكَّدَ منصوري أنَّ الكتاب يُقدِّم رسالة أمل لكل من يسعى لتحقيق أحلامه، ودعوة للتغلُّب على الصعاب والعمل من أجل المصلحة العامة، وَتَوْحِيدِ الْجُهُودِ لِتَحْقِيقِ مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ. كَمَا أَنَّهُ:«تَذْكِير بِأَهَمِّيَّة الْحِفَاظ على الْهُويَّة والانتماء ، دون أن ننسى تقدير الفرَص التي يمنحُهَا لنا العالَم.» مُعتبرًا أنَّ الكتاب: «ترَكَ إِرْثًا غَنِيًّا للأجيال القادِمة يروي قِصَّةَ إنسان لم يستسلِم للظُّروف، بل صَنَعَ منها سُلَّمًا للارتقاء . عُصارة الزَّمَن هُوَ شَهَادَة على أَنَّ النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بما نُحقِّقه لأنفسنا ، بل بِمَا نُقَدِّمهُ لِمُجتمعنا وللإنسانية جمعاء.»
بيضون
في كَلِمَتِها، عبَّرَت الإعلامية مريم بيضون عن فَخرِها واعتزازها بالدكتور نسيب فوَّاز، مُؤكِّدةً أنَّ كتاب “عُصارة الزَّمَن” هو خلاصة تجربته الغنيَّة المليئة بالتحدّيات والإنجازات، بدءًا من طفولته وريعان شبابه في لبنان وصولًا إلى نجاحاته في ديربورن.
وأشارَت إلى أنَّ الكتاب:«يُعَدّ وثيقة تاريخيَّة تُتيحُ للقارئ اكتِشاف جوانِب خَفِيَّة من حياة المُغتَرِب، ومُلامَسَة حنينِه إلى وطَنِه، ودعمِهِ له، وشهادة لنا وللأجيالِ القادمة على قُوَّةِ المُثابرة والتحدّي والإرادة القوية لِنَيل النَّجاح رَغمَ الصِّعاب.»
ثُمَّ تحدَّثَت عن نِضال الدكتور نسيب فوَّاز، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1955 بحثًا عن فرص أفضل، ورغم الصعوبات التي واجهها، نجح في تأسيس العديد من المؤسسات والمبادرات الاجتماعية والثقافية والتربوية والرياضية التي ترَكَت بصمة لافِتة في المجتمع الأميركي واللبناني والدُّولي.
كما تطرَّقَت إلى أهمية تجربته في الخدمة العسكرية الالزامية في الجيش الأميركي عام 1960، التي أسهمت في تشكيل شخصيته القيادية. وأكدت على دعوته المستمرة للتضامن بين أفراد الجالية اللبنانية، والعمل من أجل تعزيز مكانتها في المجتمع الأميركي، مُشيرةً إلى دعوته للشباب اللبناني للتوجُّه نحو العلم والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أنَّ تجربة فوَّاز هي مصدر إلهام لجميع الأجيال الحاضِرة والقادِمة.
كعدي
وألقى رئيس “لجنة رواد من لبنان” الدكتور ميشال كعدي كلمةً أشاد فيها بمناقبيَّة الدكتور فوَّاز وأبرز ما جاء فيها:«نَمَتْ فِي رُوحِهِ نَخوَةُ النَّسَبِ والمَحَبَّةِ والأخلاقِ والعِلْمِ، وفي قَلْبِهِ عَمُرَتْ جَعْبَةُ الصِّدْقِ وَالوَفاءِ لِأَرضِهِ وأَهلِهِ وذاتِهِ الَّتي توافَرَتْ فيها القُدرَةُ، وَالأُعطياتُ النَّبيلَةُ. شَدَّ عُودَهُ وَمَشَى بِشَرَفٍ لا نَظيرَ لَهُ إلى عالَمِ الهِجرَةِ، وفي النَّفْسِ مِنْ لُبنانَ رِيادَةٌ، تَصَوَّنَتْ مِنَ المعايبِ، وَصَاوَلَتِ الأَّيامَ والسِّنينَ ، بِقوَّةِ النُّهوضِ إلى العَلياءِ ، يَغْرِفُ الجَرْيَ ، حيثُ كانَ صُيَّابَةً ، وَلا غَرْوَ ، فَهُوَ مِن قَوْمٍ شَهاوَى ، لا يعتزلونَ عن مَجْدٍ لَهم . ذَلِكَ الدُّكتور نَسيب فَوَّاز .انطَلَقَ إلى الدُّنيا قَدْمُوسًا رائدًا ، وَذَاتَ أُكرومةٍ مِن أطيبِ أرُومةٍ وَنِعْمَ النَّسيبُ. لقد حمَلَ من الجنوب العلم كُفيَةً ، وَفِي عَينَيهِ لُمَعٌ وَأَضواءٌ من سماءِ لبنان ، وعلى لسانه أنشودة زمنه ، المرفقة بأغنية تُعلن العبقرية ، مع كامل الوعي ، والنبوغ
الحالم، والفكر، وانتهاء حلم مترفع بَعْدُ يَقظَةٍ صَدْقٍ من دُون أَن يَنْسى ، أَنَّهُ نسيب الوفاءِ لصاحبِ الدُّولَةِ النَّبِيهِ ، والصِّدْقِ ، وَالتَّعامل ، والصراحة ، وَهُوَ مِمَّن تَوَارثُوا العز كابرًا عن كابر.»
وفي خِتام كلمته أعلَنَ الدكتور كعدي بإسمِه وبإسم لجنة “روَّاد من لبنان” عن تكريم الدكتور نسيب فوَّاز وتسليمه درع الرُوَّاد تقديرًا ووفاءً لدوره الرّيادي الثقافي ومسيرته الرائدة ولجهوده وعطاءاته وخدماته في تعزيز روابط المغتربين في شتى أنحاء العالم، والتزامه الدائم في إظهار لبنان في أبهى صورة على الساحة الدولية.
في خِتام الحفل، عبَّر الدكتور نسيب فوَّاز عن شُكرِه لدولة الرئيس نبيه بري وللحضور، مشيرًا إلى فخره بتوقيع كتابه “عُصارَة الزَّمن”، الذي يروي رحلته الشخصية وتاريخ الجالية العربية الأمريكية في ديربورن. مُستعرِضُا التحدّيات التي واجهته منذُ وصوله إلى أمريكا عام 1955، ومُساهماته في إطلاق مؤسسات مثل المركز الإسلامي الأمريكي وغرفة التجارة العربية الأمريكية وغيرها. ومؤكّدًا أن النجاح لا يُقاس فقط بالإنجازات الشخصية بل بما يتحقَّق من تقدُّم للمجتمع. ومعتبرًا أن الهجرة، رغم صعوباتها، تمنح فرصًا لتعزيز القيم الإنسانية.ومُطالِبًا بحق المغتربين اللبنانيين في المشاركة السياسية، مشددًا على ضرورة تمثيلهم في المجلس النيابي والحكومات المستقبلية.
في ختام كلمته، أكد فوَّاز أنَّ كتابه “عُصارَة الزَّمن” يُمَثِّل تجارب المغتربين اللبنانيين وآمالهم، داعيًا الأجيال القادمة للاعتزاز بتراثهم والسعي نحو التميُّز، مع شكر خاص لعائلته والمجتمع الذي دعمه. وتأكيده بأنَّ لبنان سيظل حيًا في قلوب المغتربين مهما ابتعدوا عنه.