ماذا يريد اللبنانيون ….بقلم: المستشار محمد برجي
تضائلت طموحات الشعب اللبناني تدريجيا وانتهت تلك الأوهام التي سوقتها لهم آلة الاعلام الضخمة، وسقطت كل الوعود الكاذبة التي جاء بها اولئك المهرطقون، وانتهى الحلم ليصحوا الشعب على حقيقة مؤلمة وواقع مزري ووضع يزداد سوءا كل يوم.
فالحقيقة اليوم ان لبنان الدولة المستقلة ضاعت ولم يعد ذلك يخفى على احد، ومسألة عودتها الى سابق عهدها حتى وان اردنا ذلك مسألة تحتاج لجهد ووقت طويل.
ففي ظل اعتداءالعدو على الارض اللبنانية طولا وعرضا لم يعد للاستقلال اي معنى يذكر، فلا استقلال لشعب لا يملك السيادة على جغرافية أرضه ناهيك عن سمائه وبحره.
وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون والتدخلات الخارجية في كل شؤونهم الداخلية، السياسية منها والاقتصادية وحتى الاجتماعية لم يعد يشعر المواطن اللبناني لا بالأمان ولا بالاستقرار في وطنه.
وما نراه اليوم من انقسام سياسي ومؤسساتي وتفتق للنسيج الاجتماعي وانهيار للوضع الاقتصادي ماهو الا وسيلة لإرضاخ وتركيع الشعب اللبناني ليقبل بأي املاءات سياسية واقتصادية خارجية تفرض عن طريق من يتصدرون المشهد السياسي اللبناني اليوم.
ان انهاء التدخل الخارجي بكافة اشكاله هو مطلب أساسي للشعب اللبناني حتى تعود للبلد سيادتة واستقلاله.
ومن اهم المطالب الاخرى وعلى رأسها انهاء حالة الانقسام السياسي عن طريق انتاج حكومة لبنانية موحدة مهمتها الاساسية توحيد المؤسسات واجراء انتخابات حرة نزيهة وفق دستور وطني ينظم الحياة السياسية ويحقق العدالة الاجتماعية لكافة افراد الشعب اللبناني
وايضا انهاء كل اشكال المظاهر المسلحة وتشكيلاتها وتنظيم عملية حمل السلاح وتقنينه وتفعيل دور المؤسسة العسكرية والأمنية بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وتفعيل مؤسسة القضاء وبسط سلطتها وضمان استقلاليتها ونزاهتها.
وكذلك تفعيل دور المؤسسات المالية وضمان مهنيتها ومراقبتها.
وتفعيل دور المؤسسات الرقابية وضمان شفافيتها وكفاءتها.
وانتهاءاً بمصالحة وطنية شاملة تضمن تحقيق العدالة بين اللبنانيين وعودة المهجرين وإطلاق سراح الاسرى والمساجين وجبر الضرر لكل المتضررين .
ان هذه المطالب الاساسية هى ما يريده اللبنانيون فلا حياة كريمة بدون استقلال حقيقي، ولا نمو اقتصادي بدون دولة متماسكة فاعلة، ولا امن واستقرار بدون مؤسسات قوية تفرض سلطتها وهيبتها على كامل التراب اللبناني وتحمي بره وبحره وسماه.
ان كل ما يريده اللبنانيون وببساطة هو العودة الى ماكانوا عليه سابقا، دولة واحدة موحدة، مستقلة ذات سيادة، يتمتع مواطنوها بالامن والامان والعيش الكريم،
ويتطلعون الى بناء دولة حديثة يحكمها الدستور والقانون يعيش كافة ابناء شعبها متساوون تحت ظلها وفي كنفها وحمايتها.
مطالب شرعية يكفلها القانون العالمي وتقرّها كلّ المواثيق والمعاهدات الدولية.
لبنان بلد بتمنع بامكانيات كافية لأن يعيش شعبها حياة كريمة مزدهرة ، ولديها من الكفاءات والقدرات ما يمكنها من فعل ذلك، وكل ما تحتاجه هو الاختيار الصحيح لقياداتها ولشركائها من المجتمع الدولي بناء على مصالحها والتخطيط الصحيح لتحقيق أهدافها وتحقيق تطلعات شعبها.
وختاما يمكن القول، قد يكون الوضع صعبا ولكن بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة يتحقق المستحيل.
اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
✍️