معلومات عن حياته السرية.. ما لا تعرفه عن حسن نصر الله
يعيش الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حياة سرية خاصة بعيدة عن الأضواء، بفعل حساسية موقعه كزعيم لأحد أبرز حركات المقاومة في المنطقة، والتي تخوض قتالا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ورغم حياته السرية، وتحركاته المحاطة بالإجراءات الأمنية المشددة، حاول الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، اغتياله بضرب مقر قيادة رئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن مصيره ما زال مجهولا حتى اللحظة، رغم إعلان جيش الاحتلال رسميا اغتياله.
نصر الله هو الأمين العام الثالث والحالي لحزب الله منذ 16 فبراير 1992، وقد تولّى المنصب خلفًا لعباس الموسوي الذي اغتالته دولة الاحتلال في نفس السنة.
في عهده، وصل حزب الله إلى قدرت عسكرية غير مسبوقة على الإطلاق، بدعم رئيسي من إيران، وبات يمتلك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على أن توجه ضربات موجعة لدولة الاحتلال.
بماذا تميزت نشأة نصر الله؟
أبصر نصر الله النور عام 1960 في بلدة برج حمود، التابعة لمحافظة جبل لبنان، لكن أصوله تعود إلى بلدة البازورية في صور، الساحلية الواقعة في جنوب لبنان.
تميزت نشأة حسن نصر الله بنزعة دينية أثرت على توجهاته الفكرية لاحقا، حيث إنه كان مهتمًا منذ صباه بدراسة أصول الدين.
التحق في مدرسة النجاح، ثم مدرسة سن الفيل الرسمية ذات الأغلبية المسيحية، ثم أكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين، ثم انضم إلى حركة أمل، عيّن نصر الله مندوبًا للحركة في البازورية.
تعرّف نصر الله في صور على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق محمد الغروي، والذي ساعده في الذهاب إلى النجف، حيث أمضى فترة من الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية. التقى هناك بعباس الموسوي، الرجل الذي ستجمعه معه علاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس حزب الله لاحقًا.
بعد عودته إلى لبنان، في 1979 درس نصر الله ودرّس بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات. وأصبح لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي.
زوجته وأولاده
حياته العائلية بعيدة عن الأضواء، ولا يعرف عنها الكثير، لكن من المعروف أنه متزوج من السيدة فاطمة ياسين، وله منها خمسة أبناء هم: هادي وزينب ومحمد جواد ومحمد مهدي ومحمد علي.
اغتال جيش الاحتلال ابنه البكر هادي عام 1997 في مواجهات في منطقة جبل الرفيع بجنوب لبنان، وبقي جثمانه محتجزا إلى أن تمت استعادته عام 1998 ضمن في عملية تبادل مع الاحتلال.
موقع نصر الله من تأسيس حزب الله
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حصل انقسام في صفوف حركة أمل الشيعية وظهر تياران، التيار الأول بقيادة نبيه بري، رئيس البرلمان الحالي، والتيار الآخر المعارض، بقيادة عباس الموسوي، ومع تفاقم النزاع، انشق التيار الثاني عن حركة أمل، وظهر حزب الله للمرة الأولى.
شارك نصر الله في تأسيس حزب الله وانضم إليه عام 1982، عندما كان بعمر الـ22 سنة. انحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية. وتولّى لاحقًا منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.
واستحدث لاحقًا منصب المسؤول التنفيذي العام، وقد شغله نصر الله أيضًا وأصبح بذلك عضوًا في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله. في 1989، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حيث تابع هناك دراساته الدينية.
في 1991، بعد التطورات في الساحة اللبنانية والنزاعات المسلحة بين حزب الله وحركة أمل عاد إلى لبنان، وانتخب عندها عباس الموسوي أمينًا عامًا للحزب ونعيم قاسم نائبًا له، واستلم نصر الله مسؤولياته التنفيذية السابقة.
بعد اغتيال الاحتلال للأمين العام عباس الموسوي بضربة جوية، فإن حسن نصر الله انتخب خلفًا له في 16 شباط/ فبراير 1992.
خلال قيادته، حصل حزب الله على صواريخ ذات مدى طويل، ما سمح له باستهداف شمال دولة الاحتلال رغم احتلالها لجنوب لبنان.
وشن الاحتلال عام 1993 حربا استمرت لسبعة أيام، وتسببت في تدمير معظم البنى التحتية اللبنانية، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة في تدمير حزب الله وترسانة صواريخه، وانتهى القتال باتفاق بين الطرفين، تتوقف بموجبه “إسرائيل” عن هجماتها في لبنان مقابل أن يتوقف حزب الله عن قصف مستوطنات الشمال.
بعد خسائر إسرائيلية كبيرة في الجنوب، رأى بعض السياسيين الإسرائيليين أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو الانسحاب من لبنان، وهو ما حدث عام 2000، حين سحب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك جميع قوات الاحتلال نهائيًا من لبنان.
في 2004، لعب نصر الله دورًا أساسيًا في عمليات تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ما أدى للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، بالإضافة إلى إعادة الكثير من الجثامين بما فيها جثمان ابنه هادي نصر الله الذي فقده عام 1997. ومجددًا، حقق حزب الله نجاحًا ومدح نصر الله على مدى واسع لتحقيقه هذه الإنجازات.
ماذا قال نصر الله عن تحركاته.. وماذا قالوا عنه؟
في مقابلة مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية في آب/ أغسطس 2014 قال نصر الله عن طريقة حياته: “يروّج الإسرائيلي لفكرة مفادها أنني مقيم في ملجأ بعيدا عن الناس، فلا أراهم ولا أتواصل معهم، ومنقطع حتى عن إخواني”.. “المقصود بالإجراءات الأمنية هو سرية الحركة، ولكن هذا لا يمنعني نهائيا من أن أتحرك”.
يقول خبراء يتابعونه إن نصر الله يتمتع بمعرفة واسعة، خاصة في الشؤون الدينية والسياسية. وهو متحدث فصيح قادر على التحدث لوقت طويل من دون أن يتردّد أو يتلعثم.
ينادى نصر الله في أوساط مناصريه، بـ”السيد”، أو “أبي هادي” نسبة لابنه الأكبر، ويتمتع بمكانة كبيرة غير قابلة للانتقاد أو المس في أوساط الحزب ومناصريه.
كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، وكانت كلماته تحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير.
لكن شعبيته أخذت بالتراجع، خصوصا مع وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري في وجه الثورة التي اندلعت عام 2011.
موقف نصر الله من معركة طوفان الأقصى
أبدى نصر الله وحزب الله دعمه وإسناده لمعركة طوفان الأقصى منذ البداية، حيث تحركت جبهة الإسناد لغزة خلال الـ24 ساعة الأولى للمعركة.
وقال نصر الله في تصريحات له، إن معركة طوفان الأقصى فلسطينية 100% ولكنها أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة، مشددا على أن حزبه انخرط فيها من البداية ومستمر في خوضها.
وشدد نصر الله على أن المعركة ضد “إسرائيل” كاملة الشرعية، وقال: “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة”.