ندوة في النادي الأرثوذكسي تسلط الضوء على التضليل الإعلامي وتأثير التكنولوجيا الحديثة
أقام النادي الأرثوذكسي، الاثنين ندوة بعنوان “التضليل الإعلامي: الفهم والتصدي في عصر المعلومات” بتنظيم من لجنة النشرة في النادي. وشارك في الندوة نخبة من الصحافيين والمختصين وهم الأستاذة بيان التل، والأستاذ سعد حتر، والدكتور نضال أبو زيد، والدكتور أحمد النعيمات. وأدارت الحوار الصحافية والكاتبة رئيسة اللجنة، رلى السماعين.
استهلت السماعين الندوة بتسليط الضوء على تأثير الثورة التكنولوجية على الحياة اليومية، مشيرةً إلى أن الغالبية العظمى من الناس يقضون معظم أوقاتهم في التنقل بين المنصات الافتراضية. وأضافت أن هذه التطورات فرضت معايير جديدة على العالم المعاصر.
تحدثت الأستاذة بيان التل، مستشار الإعلام والتربية الإعلامية والمعلوماتية والاتصال، عن التغيير الجذري في صناعة الأخبار نتيجة للتطور التكنولوجي السريع. وأشارت إلى أن الصحافة اليوم تواجه تحديات كبيرة بسبب التحولات الرقمية التي تفرض نفسها على وسائل الإعلام التقليدية. وأكدت التل على أهمية تطوير منصات إعلامية رقمية تلبي احتياجات الجمهور المتزايدة للمعلومات السريعة والدقيقة، وأهمية إنتاج إعلام وطني قوي قادر على مواجهة التحديات بكافة أشكالها.
من جانبه، تناول الدكتور نضال أبو زيد، العقيد المتقاعد والمختص بالشأن الإقليمي والدولي، موضوع “الحقن الإعلامي” واستخدام الإعلام في توجيه الرأي العام. وأوضح أبو زيد أن هناك وسائل إعلامية تستخدم كأدوات استخبارية لتغيير الأنماط الفكرية والسيطرة على العقول والعواطف. كما تحدث عن خطر المنصات الرقمية التي تسعى للسيطرة على الأفراد والمجتمعات لتحقيق أهداف معينة. واشار ابوزيد إلى أننا أمام تطورات الحالة الاعلامية، ظهر مسار الاعلام الهجومي والاعلامي الدفاعي المضاد، حالة من شأنها صناعة الخبر بطريقة استخبارية أكثر منها إعلامية، الأمر الذي يفسر، حسب ابو زيد مقولة إن أغلب وسائل الاعلام موجهة
من جهته أكد الدكتور أحمد النعيمات، مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، خلال الندوة أن القوة في عصر المعلومات تكون لصاحب المبادرة ولمن يتمكن من تحويل البيانات إلى مؤشرات قابلة للقياس. وأوضح النعيمات أن العالم يتجه نحو عصر الذكاء الصناعي وعصر البيانات، الذي يتميز بالانتشار السريع للمعلومات.
وتطرق النعيمات إلى التحديات التي تواجه الأردن، وخاصة الحسابات الوهمية التي تستهدف البلاد والدول الراعية لعمليات التهريب. وأكد على ضرورة أن تكون الرسالة الإعلامية الوطنية مبنية على أسس علمية، مثل إدارة الاعتقاد والهندسة الاجتماعية، مع مراعاة جميع فئات المجتمع. كما شدد على أهمية تعزيز الهوية الوطنية والانتماء والممارسة الوطنية كجزء من الجهود الرامية لمواجهة التحديات الحالية.
واختتم الأستاذ سعد حتر، الصحفي ومدرب الإعلامي ومدير الأخبار في قناة رؤيا، الحديث عن التضليل الإعلامي وأنواعه مثل misinformation وdisinformation والأخبار الزائفة. وأشار إلى أن المنصات الإخبارية والصفحات الخاصة المختلفة تعج بمعلومات خاطئة تهدف إلى الخداع ونشر الشائعات وإثارة المخاوف. واشار بأن ظهور الإنترنت في العصر الرقمي أدخل العالم في مرحلة جديدة وهي حرب الجيل الخامس، التي من ضمنها حملات التضليل والاستدراج، واستخدام التقنيات المتطورة مثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي لشن الهجمات الإلكترونية والسيبرانية. وأضاف أن المعلومات والدعاية والأخبار الزائفة تدخل ضمن هذا الشكل من الحروب، وكما وحذر حتر من استغلال الصور والذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى مضلل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الرأي العام.
تأتي هذه الندوة في إطار جهود النادي الأرثوذكسي لتعزيز الوعي الإعلامي ونشر الثقافة الإعلامية الصحيحة بين أفراد المجتمع، في مواجهة التحديات المتزايدة في العصر الرقمي.