إقتصاد

المجلس الاغترابي الُّلبناني للأعمال مُشارِكًا في النَّسخة الثَّانية مِن مُؤتمر مُبادرة تمكين المُهاجرين في جامعة بيروت العربيَّة في طرابُلس الفيحاء

مريم بيضون- ستار نيوز فيجن

شارَكَ المجلس الاغترابي الُّلبناني للأعمال مُمَثّلًا بسفير المجلس في غرب أفريقيا جُمهوريَّة غينيا كوناكري أحمد زين في النَّسخة الثَّانية مِن مُؤتمر مُبادرة تمكين المُهاجرين في الشَّمال بِحُضور القائِم بأعمال حاكِم مصرف لبنان الدُّكتور وسيم منصوري، معالي وزير الإعلام في حُكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، رئيس جامعة بيروت العربية البروفسور وائل ربيع عبد السّلام، أمين عام جامعة بيروت العربية الدُّكتور عمر حوري، مُدير فرع جامعة بيروت العربية في طرابلس الدُّكتور هاني شعراني، رئيس تجمُّع رجال الأعمال الُّلبنانيّين- الفرنسيّين الأُستاذ أنطوان منسَّى، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال الأستاذ توفيق دبوسي، رئيس مجلس المُدراء التنفيذيين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية الأستاذ ربيع الأمين، وشخصيَّاتٍ لبنانيَّة من مُختلف أنحاء العالَم وفعاليات سياسيَّة، مصرفيَّة، إقتصاديَّة، إجتماعيَّة، ثقافيَّة وتربويَّة وذلك في مَقَرّ جامعة بيروت العربيَّة في طرابلس- الفيحاء.

حَمَلَ المُؤتمَر عنوان: “تمكين المُهاجرين، مُبادرة في الشَّمال 2 ، نَعم نستطيع، تجسير الحدود وبناء المستقبل”

‏IMMIGRANT EMPOWERMENT”

‏INITIATIVE IN THE NORTH YES WE CAN 2

‏BRIDGING BORDERS ,BUILDING FUTURES

ويُذكَر أنَّ المُؤتمر من تنظيم تجمُّع رجال الأعمال اللبنانيّين- الفرنسيّين في فرنسا (HALFA)، وبالشَّراكة مع جامعة بيروت العربيَّة(BAU)، غُرفة التجارة والصِّناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي(CCIAT)، غُرفة التجارة والصِّناعة في أستراليا ولبنان ونيوزيلندا (ANLCCI)، مجلس التنفيذيّين الُّلبنانييّن(LEC)، واتِّحاد الغُرَف العربيَّة (UAC).

وقد ألقى رئيس جامعة بيروت العربيَّة البروفسور وائل نبيل عبد السّلام كلمةً افتتاحيَّة جاءَ فيها:” إنَّ تنظيم المُؤتمر الإقتصاديّ الدوليّ للمُهاجِرين في جامعة بيروت العربيَّة يُعَدّ بالفعل حَدَثًا جريئًا في ظِلّ الظُّروف المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة التي تُحيط بنا، ويَحمِلُ أهمّيةً كبيرة على مُستوياتٍ عديدة.”

واستَعرَضَ عبد السَّلام أهداف المُؤتمر وقال:”يهدُف المُؤتمر إلى تعزيز فُرَص العمل المُستدام والعُثور على فُرَص عَمَل مُناسِبة سواء داخل لبنان أو خارجه مِمَّا يُعزِّز الإستقرار الاقتصاديّ والإجتماعيّ.”

وتابَعَ: “لا يخفى على أَحَد أنَّ لبنان يُعاني من أزمَةٍ إقتصاديَّة خانِقة تتطلَّب تحفيز الاستثمارات الوطنيَّة والدوليَّة، مِن هُنا يُوفِّر المُؤتمر فُرصَة للحوار والتواصُل مع المُستثمرين والمُهاجرين اللبنانيّين في الخارِج، ويَهدُف أيضًا إلى جَذب استثماراتٍ جديدة تُعزِّز النُمُوّ الاقتصاديّ وتَعمَل على تحقيق التنمية المُستدامة وبالتَّالي إيجاد فُرَص عَمَل للشَّباب الُّلبناني، وتمكينهم مِن خلال إطلاق مشاريعهم الرياديَّة وتوسيع قاعدة الصَّادِرات مِمَّا يُعَزِّز القُدرة التنافسيَّة للبلاد على المُستوى الدوليّ ويَدعَم الإقتصاد بِشَكلٍ عام. “

واستَكمَلَ كلمته:”يُوَفِّر المُؤتمر فُرصة لبناء شراكات وعلاقات دوليَّة في مجالاتِ الأعمال والإستثمار مِمَّا يُعزِّز التبادُل المعرفيّ والتعاوُن المُشترَك بين لبنان وبين مُختلف دُوَل العالَم، ويهدُف إلى تعزيز التعاوُن والتفاعُل مع المُهاجِرين وتوفير الدَّعم اللازم للاستفادة مِن مواردهم في تنمية الاقتصاد المحليّ ودَعم الشَّباب الُّلبناني إذ يَحمِلون معهم تجارب ومهارات قيِّمة يُمكِن الاستفادة منها، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد والمُجتمع الُّلبناني عن طريق تمكينها ومُشاركتِها الفاعِلة في مُستوى العمل مِمَّا يُسهِم في تحقيق نتائج إيجابيَّة على الإقتصاد.”

أضاف:”يُساهِم المُؤتمر في تعزيز مكانة مدينة طرابلس كمركز للتنمية المُستدامة من خلال دعم الشباب والمُهاجرين في بناء مُستقبلٍ مُشرِق واحد.” مُعتَبِرًا أنَّ:”البطالة بين الشباب ليست مُجرَّد مُشكلة محليَّة فقط بل هي مَعضِلة دوليَّة لها تأثيرات عنيفة على الاقتصاد والمجتمع بشكلٍ عام، فالشَّباب هُم عِماد المُستقبل وتمكينهم في الحصول على فُرَص عَمَل ذات مستوى جيِّد يُسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والازدهار.”

ودعا عبد السَّلام “إلى ضرورة التعاوُن ما بين جامعة بيروت العربيَّة في طرابلس، وجميع الحُضور من خُبراء اقتصاديّين ورُوَّاد أعمال محليّين ودوليّين، والعمل فيما بينهم على نسج شبكة لبنانيَّة دوليَّة هدفها توفير فُرَص عَمَل لفئة الشباب الُّلبنانيين.”

وتابَعَ “أنَّ جامعة بيروت العربيَّة يُشرّفها دائمًا التعاون مع جميع الهيئات الاقتصاديَّة المحليَّة منها والدوليَّة لما فيه مصلحة المجتمع في لبنان بشكل عام وفي الشمال بشكل خاص من خلال النشاطات العلميَّة والمُجتمعيَّة، وأنَّ الجامعة تعمل بشكلٍ دائم على فتح تخصُّصات جديدة تَربُط الدراسات الأكاديميَّة بسوق العمل سواء على المستوى المحليّ أو الدوليّ، والغاية منها هو الارتقاء بمستوى الفكر وتعزيز دور الشباب في خدمة المجتمع والاقتصاد.”

وأعرَبَ عبد السِّلام عن امتِنانِه العميق لجميع الحضور والمشاركين في هذا المؤتمر وللجهود الجبارة التي بُذِلَت في تنظيم هذا الحدث الهام سواء على صعيد الجامعة أو مِن الشخصيَّات والهيئات الراعية والدَّاعِمة لهذا المؤتمر.

وكانت هناك كلمة لرئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال الأستاذ توفيق دبوسي رَكَّزَ مِن خلالها على أهميَّة التربية والتعليم، والعمَل على خَلق صيغة مُشترَكة بين اللبنانيّين لبناء وطن بعيد عن الارتهان الخارجي. مُعتَبِرًا أنَّ: “اللبنانيّين موجودين على مستوى الكرة الأرضيَّة ويُمارِسون دورهم في كافة المجالات، وأهميَّة الدَّور الذي سيلعَبُه لبنان من طرابلس الكبرى، التي تمتلك جميع المُقوِّمات لأن تكون مرفأ شرق المُتوسِّط، وضرورة وجود مُؤسَّسات كبيرة ومشاريع استثمارية ضخمة وتحقيق مشروع يخدُم اقتصادات العالم بالشرق مُتوسِّط لا مشروع يُدَمِّر الإنسان والمُجتمع والوطن.”

من جهته أشاد رئيس تجمُّع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين الأستاذ انطوان منسى بالنجاح الذي حققه المؤتمر للعام الثاني على التوالي، حيث توجه بالشكر الى كل اللذين عملوا على إنجاح هذا المؤتمر. مُؤَكِّدًا على أنَّ الرحلة مُستمرّة في دعم الشباب ومُسانَدَتهم، وأهمية التعاون بين اللبناني المقيم والمغترب، وتوفير الفرص العمل للشباب في وطنهم.

وألقى رئيس مجلس المُدراء التنفيذيين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية الأستاذ ربيع الأمين كلمةً أكَّدَ فيها أنَّ إيمان الاغتراب اللبناني بالوطن يتجدَّد كل يوم وأنَّ المصطلح الذي يجب استخدامه بدلاً من المغترب والمُهاجِر اللبناني هو المرتبط اللبناني حيث اثبت اللبناني ارتباطه الدائم بلبنان وذلك عبر مُسانَدَتِه لأهلِه ووطنه ودعمه للإقتصاد اللبناني..

وأضاف “نحنُ كمجالس أعمال وهيئات اقتصادية وشخصيات نجتمع لنجد فُرَص عَمَل عن بُعد وتأسيس لمشاريع استثمارية في مختلف القطاعات.”

وتابع:”نحن نتحدث عن فُرَص عَمَل عن بُعد وليس لدينا إنترنت ولا كهرباء، بالتالي ليس لدينا استثمارات في قطاع الانترنت والكهرباء، كذلك كيف سنخلق مشاريع زراعية وصناعية في الدول التي لا تستقبل منتجاتنا بسبب الازمات السياسية، وكيف سنساعد في انشاء دولة اقتصادية سليمة والقطاع المصرفي مُعَقَّد؟ لذلك يجب أن نُعيد إحياء القطاع المصرفي الذي هو عَصب الحياة الاقتصادية السليمة ونخرج مِن اقتصاد ال Cash Economy.”

وأضاف: “لا خيار أمامنا إلَّا ببناء دولة المواطنة، بعيدًا عن الطائفية والمذهبية والمحسوبية، وأهميَّة تطبيق الحكومة والخدمات الرقميَّة والإلكترونيّة..”

وخَتَمَ:”هاجر المغترب اللبناني لِيُحَسِّن معيشته ومعيشة أولاده واغترابه الأساسي ليحيا لبنان وعاش لبنان.”

مِن جانِبِه رأى حاكِم مصرف لبنان بالإنابة الدُّكتور وسيم منصوري في كلمته: “هذه المدينة العريقة، طرابلس، تشكل خزانا للكفاءات والمهارات الشبابية في لبنان وكذلك في حرم جامعة بيروت العربية التي تواكب العلم والمعرفة.”

تابع: “يُواجِه الاقتصاد اللبناني ظروفًا استثنائية وضاغطة ناتجة عن الازمة المتعددة الابعاد التي يمر بها، والأوضاع الجيوسياسية لا سيما الحرب في غزة وتداعياتها على جنوب لبنان.انعكس هذا الواقع في تراجع في مجالات التجارة الخارجية والسياحة والاستثمار والاستهلاك والانفاق الحكومي من تراجع حاد منذ عام ٢٠١٩ ومع ارتفاع غير مسبوق في الاسعار.”

وأشار المنصوري “منذ بداية الأزمة لغاية اليوم انخفض حجم الاقتصاد في لبنان من 55 مليار دولار إلى ما دون الـ 20 مليار دولار حالياً”.وفقدت الليرة اللبنانية حوالي ٩٨ بالمئة من قيمتها. وانخفضت موازنة الدولة من ١٧ مليار دولار سنويا إلى ٣.٢ مليار دولار سنويًا، ومعدل البطالة أيضًا الذي ارتفع إلى حد كبير جدًّا.”

وأوضح “أمام هذا الواقع الجديد، يحاول مصرف لبنان ضمن الصلاحيات المعطاه له بموجب القوانين تأمين الإستقرار النقدي ولتحقيق هذا الاستقرار نستخدم الاداة

الوحيدة التقليدية التي لا تزال موجودة بين يدينا وهي السيطرة على الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية بحيث يتوافق عرض النقد في التداول بشكل كامل مع الطلب عليها.

وقمنا بضبط التداول بالليرة حيث انخفضت الكتلة النقدية في السوق من حوالي 82 تريليون في بدايات الـ 2023 إلى حوالى 59 تريليون ليرة..”

وأشار إلى أن “الحجر الاساس لبناء الاقتصاد هو الثقة. وإعادة الثقة تعتمد على أربع أعمدة تُبنى عليها الثقة وهي: المُحاسبة عن طريق القضاء، رد اموال المودعين وتنظيم علاقتهم مع المصارف، اعادة اطلاق القطاع المصرفي وهو بدوره شرط اساسي للحفاظ على الاقتصاد اللبناني ونموه والخروج من اقتصاد الكاش، وإعادة بناء الدولة واتمام الاصلاحات. فالمشكلة تكمن في إعادة بناء اجهزة الدولة بكاملها..”

استكمل:”الاقتصاد اللبناني يحتاج إلى قطاع مصرفي سليم للانتعاش واستعادة الثقة لدى المودعين من خلال اقرار القوانين الاصلاحية.”

تابع:”لبنان يتميز بثروته البشرية وطاقاته المنتجة ووجود كادر علمي متخصص قادر على ادخالنا حلبة المنافسة على الصعيدين الاقليمي والعالمي، والتحدي الاكبر الذي نواجهه اليوم هو تأمين فرص عمل ملائمة لهؤلاء الشباب وحثهم على البقاء في بلدهم والمساهمة في نموه. ونحن نعلم أنَّ الاستثمار في تعليم وتدريب الطاقات الشبابية هو العنصر الفعال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام.بالفعل يواجه لبنان استنزافًا خطيرًا في رأس المال البشري، خسارة للبنان. دور الجامعات المُنتجة في توجيه الكفاءات نحو اختصاصات تتلائم مع تطور الاقتصاد العالمي وبالاخص سوق العمل.

وقد أثبتت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة انها مفتاح الإبتكار والابداع والمعرفة في مجال الاقتصاد وهذا ما نحن بحاجة اليه في ظل الظروف الراهنة لتطوير قدرات لبنان التنافسية ودعم اقتصاده.”

أضاف: “اليوم وبالرغم من الازمات التي تعصف بنا، لا يزال الشباب اللبناني يتمتع بالخبرات والمهارات التي مكنته وتمكنه ان يحقق النجاحات أينما كان، وأنَّ احد أعمدة النجاحات في الدول العربية والمحيطة قد يكون وراءها شباب لبناني وشركات لبنانية.”

وأكَّدَ منصوري: ” دورنا كمصرف مركزي هو دور تكاملي مع الحكومة نتعامل ونتعاون معها كي نؤمن الاستقرار. ولكن المصرف المركزي لا يحل محل الحكومة ومحل السلطة السياسية التي لها وعليها أن تؤمن الارضية السليمة والاصلاحات المطلوبة لبناء الاقتصاد اللبناني.”

وخَتَمَ : “تجديد ثقتنا الراسخة بمستقبل البلد وبالكفاءات اللبنانية المهاجرة والمقيمة. اشكركم على استضافتي وجهود المنظمين.”

قدَّم المُؤتمر كُلّ من الإعلامية ماجدة داغر وعضو مجلس الأُمناء في المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال الدكتور دال الحتّي.

وارتَكَزَ المُؤتمر على محاورٍ عديدة وهي: حالة سوق العمل في لبنان، عرض العمالة مُقابِل الطَّلَب في الاقتصاد الُّلبناني، المَمَرَّات في الخارِج لاستكشاف التحدّيات والفُرَص للخرّيجين الشَّباب الُّلبنانييّن،

وسيُستكمَل في عَرض المحاوِر الأُخرى حول مُساهمَة المرأة في الاقتصاد الُّلبناني، بناء مُستقبل مُستدام لروَّاد الأعمال الشَّباب والشَّركات النَّاشئة ودور الجامعات في تطوير المناهِج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى