مخلفات الحرب تهدد حياة المدنيين في اليمن
قال موقع “اينك ستيك” الأمريكي المتخصص بالقضايا السياسية والدبلوماسية، إنه يجب أن تأتي الهدنة في اليمن بطرق ووسائل لتخليص البلاد من مخلفات الحرب المتفجرة وغيرها من الأسلحة..ومع أن البلاد لا تزال تتمتع بفترة هدوء نسبي منذ نهاية الهدنة في أكتوبر 2022، حيث لا يزال السكان اليمنيون يعيشون في خوف من أن يكونوا ضحايا مخلفات الحرب.
وأكد أن العالم لم يعد يشهد – في الوقت الحالي – صراعاً مسلحا كاملاً في اليمن بمئات الصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية التي نفذت على أهداف مدنية، لكن يجب ألا نقلل من خطر إعادة التصعيد إذا استمرت الصراعات المحلية.
وذكر أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تواصل بيع الأسلحة إلى السعودية على الرغم من أن التحالف قتل الآلاف من المدنيين خلال عملياته الهجومية.. ومع تدفق الأسلحة إلى اليمن لتزويد أطراف الصراع، قد يبدو احتمال السلام بعيدا.
وأفاد أنه يجب منح اليمن فرصة من أجل السلام.. مالم فأن البديل سيكون مكلفا بالفعل بالنسبة لليمن، حيث قتل الآلاف من المدنيين وتشوهوا، ونزح أكثر من 4 ملايين نتيجة للقتال الواسع النطاق..لذا يمكن أن تمنح الهدنة إذا تم تمديها مزيدا من الوقت لمواصلة إزالة الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب المتفجرة لحماية المدنيين من الضرر الذي قد يلحق بهم.
وأورد أن في عام 2023، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 22 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية.. ومع ذلك، هذا هو ثلثي سكان اليمن.. والأسوأ من ذلك أن أكثر من 80 في المئة من السكان يكافحون من أجل الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمونة والخدمات الصحية.
وتابع أن مع ارتفاع الأسعار العالمية بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، ارتفعت الأسعار أيضا في اليمن، مما دفع السكان الفقراء بالفعل إلى مزيد من الفقر.. حيث يستورد اليمن أكثر من 90 في المئة من السلع الغذائية والحيوية، مما يجعله شددي التأثر بتقلبات الأسواق العالمية والعملة غير المستقرة.
وأكد الموقع أن في الشهر الماضي، أشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز غروندبيرغ إلى أن الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية جارية لإنهاء الحرب.. بيد أن الهدنة ليست نهاية الحرب، بل أنها مجرد لبنة بناء يجب أن تهيئ الظروف لبيئة مواتية لوقف إطلاق النار، وفي نهاية المطاف، تهيئ لتسوية سياسية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم.
الموقع رأى أن اليمنيين قد سأموا من حالة عدم اليقين وقلقهم بشأن ما قد يجلبه الغد.. ولذلك يجب على المفاوضين بشأن الهدنة النظر في هدنة ذات مدة أطول – بدلاً من فترة الثلاثة إلى الستة أشهر المتفق عليها في عام 2022.
وقال إن في اليمن، عندما لا يأتي التهديد من الجو أو السماء على شكل صواريخ وغارات جوية، فإنه يأتي من الأرض مع ألغام أرضية ومتفجرات أخرى من مخلفات الحرب جاهزة للانفجار.. لقد لاحظنا زيادة في الحوادث المتعلقة بالألغام خلال هدنة 2022.
وأضاف أن أعلى نسبة من الضحايا منذ بدء الهدنة في أبريل 2022، كان بسبب مخلفات الحرب المتفجرة، حيث ارتفعت بنحو 60 في المئة منذ عام 2021.. ومع ذلك أن الأراضي اليمنية ملوثة ومزروعة بالمتفجرات ومخلفات الحرب.
وأشار إلى أن الحرب في اليمن على وشك الدخول في عامها التاسع في مارس 2023, ونتيجة لذلك، اليمن لا يحتاج إلى أن تتحول الحرب إلى حرباً دائمة قد دامت بالفعل عقداً من الزمن.. يجب بذل أقصى جهد لإحلال السلام في اليمن، وأن تسكت جميع الأسلحة بشكل نهائي.
وأوضح أن الأمر البالغ الأهمية هو وضع مصلحة الشعب اليمني فوق أي شيء آخر.. ورغم ذلك لن تنقل الإحصاءات والصور الصادرة من اليمن، المعاناة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني.. اليمنيون هم الذين تحملوا وطأة الحرب.. حان الوقت لمنحهم فرصة بناء مستقبل آمن وتربية أطفالهم في سلام وأمن