معلومات هامة بشأن الشعور بالعطش خلال صيام رمضان
يعد الماء ضروريًا لقيام معظم أعضاء الجسم بأداء وظائفها، فعلى سبيل المثال، يحتاج القلب والكليتان والعضلات لشرب كميات مناسبة من الماء لتؤدي وظائفها بشكل جيد أثناء الصيام.
بحسب ما نشره موقع Everyday Health، قالت الدكتورة شيلبي أغاروال، اختصاصية طب الأسرة في واشنطن دي سي، ومؤلفة كتاب The 10 Day Total Body Transformation: “إن الترطيب مهم لأن أجسامنا تعمل بشكل أفضل مع توازن الماء الكافي”. أما بالنسبة للجفاف فلفتت الدكتورة مالينا مالكاني من نيويورك، إلى انه إذا لم يتم معالجة الجفاف، فربما تؤدي الحالات الشديدة منه إلى حدوث مشاكل مثل صعوبة التنفس وزيادة درجة حرارة الجسم وضعف الدورة الدموية والنوبات.
ووفقًا لكلية الطب بجامعة هارفارد، يمكن أن يساهم الجفاف بشكل عام في التهابات المسالك البولية وحصى الكلى.
واوضح الخبراء فيما يلي الفارق بين الترطيب والشعور بالعطش والجفاف وبعض الحقائق المهمة لتجنب التعرض لأي متاعب أثناء الصيام:
– الظمأ لا يعني الإصابة بالجفاف: يقول الدكتور جينغر هولتين من سياتل ومؤلف كتاب Anti-Inflammatory Diet Meal Prep، إن العطش لا يمكن اعتباره مؤشرًا على أن هناك إصابة بالجفاف، لأن “كل شخص يحتاج إلى تقييم ما إذا كان هذا صحيحًا بالفعل بالنسبة له، لأن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بالعطش. يقول هولتين: “لا يكون السبب دائمًا هو الجفاف بنسبة 100%”، فمن الممكن على سبيل المثال، أن يتسبب شيء بسيط مثل الطعام الحار في الشعور بالعطش أكثر من المعتاد. ووفقًا لما نشرته كليفلاند كلينك، فإن الزيادة الحادة في العطش يمكن أن تكون علامة على وجود مشكلة صحية مثل مرض السكري. ويمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لدواء يتم تناوله بل إن بعض الأدوية تسبب جفاف الفم دون التسبب في الجفاف بحد ذاته.
– لون البول الأصفر الداكن: لون البول يمكن أن يكون مؤشرًا جيدًا على حالة الترطيب، وفقاً للدكتور بولتين الذي يشير إلى أن مخطط ألوان البول المكون من ثمانية مستويات يحدد لون البول من اللون الأصفر الفاتح إلى الأصفر الداكن أو البني.
– مخاطر الإفراط في الماء: يبالغ البعض في شرب المياه، وقال الدكتور هولتين إن “هناك حالة تسمى نقص صوديوم الدم، وتحدث عندما ينخفض تركيز الصوديوم في الجسم – وهو إلكتروليت شديد الانخفاض ويمكن أن يؤدي في الواقع إلى تضخم الخلايا في الجسم، وهي حالة تهدد الحياة”
– مخاطر الجفاف الشديد: بحسب الدكتورة مالكاني، إذا لم يكن لدى الشخص أحد عوامل أو حالات الخطر المذكورة، فليس هناك ثمة ما يدعو إلى القلق، حيث إنه “بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، لا يمثل الإفراط في الماء مصدر قلق خطير، لأن الكلى قادرة على إفراز أي سوائل زائدة للحفاظ على توازن الماء والكهارل”.
فيما يوضح موقع MedlinePlus أن أعراض نقص صوديوم الدم الشديدة تشمل التشنجات والارتباك والتعب والصداع والغثيان وضعف العضلات، وهي التي تحتاج إلى ضرورة التوجه إلى طبيب.
وفي هذا الصدد، يحذر هولتين من أن “الجفاف خطير للغاية على الأطفال والنساء الحوامل وبعض كبار السن، خاصة إذا كان شخص من هذه الفئات مريضًا بالحمى أو القيء أو الاسهال، لذا فإنهم يحتاجون إلى عناية طبية على وجه السرعة لتقييم حالة الترطيب في أجسامهم”.
– الحوامل والأطفال وكبار السن: وفقًا لمايو كلينك، يكون القيء الشديد والإسهال غالبًا السبب الرئيسي للجفاف عند الأطفال. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون لدى كبار السن كمية أقل من الماء في الجسم، ويمكن أن تؤدي بعض الأدوية والحالات إلى تفاقم الأمور. أما النساء الحوامل فإن غثيان الصباح الشديد، المعروف باسم التقيؤ الحملي، يمكن أن يسبب القيء ويؤدي إلى الجفاف.
مصادر متعددة للماء: اوضحت الدكتورة مالكاني أن الحصول على الماء في الجسم لا يقتصر على تناول السوائل فقط، مشيرة إلى أنه “في حين أن حوالي 80% من مدخولنا من الماء يأتي من السوائل، فإن حوالي 20% منها يأتي من الأطعمة المائية مثل الفواكه والخضروات الغنية بالعصارة”. على سبيل المثال، بحسب ما نشرته مايو كلينك، يحتوي البطيخ والسبانخ على ما يقرب من 100% من الماء من حيث الوزن. وتضيف دكتورة مالكاني أن الأطعمة المرطبة الأخرى تشمل الخيار والكرفس والفجل والجرجير والجريب فروت والشمام والفراولة.
– أطعمة تسبب العطش: اشارت الدكتورة مالكاني الى أنه “على الجانب الآخر، فإن الأطعمة المالحة والأطعمة الغنية بالصوديوم تسبب الجفاف لأنه عندما يتم امتصاص الملح ويبدأ في الدوران في الدم، يستجيب الجسم عن طريق سحب الماء من خلايا الجسم لإحداث التوازن اللازم مما يؤدي إلى زيادة العطش”.
– قلة النوم تسبب الجفاف: توصلت دراسة، نُشرت في شباط 2019 بدورية Sleep، إلى أن الأشخاص الذين ينامون ست ساعات كل ليلة يعانون من الجفاف أكثر من أولئك الذين ينامون ثماني ساعات بانتظام. اشار العلماء إلى اضطراب الفازوبريسين، وهو هرمون يفرز في الليل يساعد الجسم في الحفاظ على حالة الترطيب.
– عدد أكواب الماء يوميًا: حول عدد الأكواب من الماء المناسب تناولها يوميًا، قال الدكتور هولتين إن “هناك مجموعة من ما يحتاجه الإنسان، والتي تعتمد على العديد من العوامل، بما يشمل النشاط البدني والنظام الغذائي والبيئة التي يعيش فيها، من بين عوامل أخرى”، مثل الظروف الصحية الأساسية والجنس والعمر وما إذا كان المرأة حاملاً أو مرضعة.
توصي أحدث الإرشادات الصادرة عن الأكاديمية الأميركية الوطنية للعلوم والهندسة والطب بتناول 15 كوبًا من السوائل للرجال وحوالي 11 كوبًا من السوائل للنساء يوميًا.
– العطش والجوع وفقدان الوزن: بينما يؤكد الخبراء على خطورة تعرض الجسم للجفاف وأن الظمأ يعد أحد العلامات على احتمال حدوث الإصابة بجفاف، إلا ان كثرة شرب الماء لا يعد حلًا أكيدًا، فربما يتطلب الأمر الحصول على اسعافات عاجلة في الطوارئ بحقنة سوائل عن طريق الوريد، كإجراء مبدئي. كما اشار موقع كليفلاند كلينيك إلى أنه في حالات الجفاف الخفيفة، يمكن أن يكون تناول مشروب يحتوي على إلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم مفيدًا، بخاصة إذا الشخص يتعرق أو يتقيأ أو يعاني من الإسهال، مما يؤدي إلى فقدان الشوارد اللازمة أيضًا للحفاظ على ضغط الدم المناسب.
ونبهت الدكتورة أغاروال إلى أهمية ملاحظة أنه يحدث خلط في بعض الأحيان حيث يمكن أن يخطئ الشخص الجوع بالعطش، وربما يتصور الشخص أنه جائعًا في حين يكون الجسم في حالة ظمأ ويحتاج لتناول الماء لإحداث التوازن اللازم ولمساعدة أعضائه على أداء وظائفها.
وأخيرًا، نصح الخبراء بشرب الماء قبل البدء في تناول الطعام لأنه يساعد في إنقاص الوزن، إذا كان الشخص يهدف إلى الحفاظ على وزن مناسب.