“أُختي الأُمّ في عيدِكِ المَيْمون..بقلم: المُؤرِّخة الدُّكتورة مُفيدة عابِد
رِسالَتي إلَيْكِ من الأُمّ الثَّكلى الَّتي فَقَدَت وَلَدها الغالي الحبيب قبل شهرين.
لا بُدَّ لي من أن أَتَوَجَّه إلى الأُمَّهات، خاصةً اللواتي فَقَدْنَ أَعَزّ ما عِندهُنَّ في الدُّنيا.
إيماني الصَّادق هو إيمان بِمَصير الانسان وبِمَشيئة الله تعالى..
يا إلهي، يا مُرشِدي إلى عَظَمتِك وجَبروتِك ومَلكوتِك، يا من وهَبْتَني نِعمَة الصَّبر والعزاء والايمان، ونِعمَة الشَّوق إلى الحقيقة الوجودية، التي هي لُبّ الحياة ومحور الوجود: الحياة والموت، سرّ حقيقة الوجود، وَنِعْمَةَ من خَفَّفَ عنِّي أحزاني من أخوات وصديقات مُؤمِنَات وأقارِب وأصدقاء أرسَلوا لي كتابات عن الإيمان والأمومة والوجود.
وَغِصْتُ في كتاباتٍ حَافِلة بالمواعِظِ والدّين والايمان والصَّبر، وكتابات شيخ جليل تُهدي إلى الصِّراط المُستَقيم “فالدّين يُهدي إلى الخير والفضيلة، إلى الحقّ والعِفَّة، وإلى تَجنُّب الشرّ والابتعاد عن كل معصية، والدّين يَأمُر بِكُلّ معروف ويَنهي عن كُلّ مُنْكَر..
التَّوحيد انتصارٌ على الصِّعاب في كل المواقف وفي كل الأحوال..
التَّوحيد عقلٌ وحِكمَة وحَسَنَات..
التَّوحيد اختِبارٌ وَعَدل ومَنطِق وَعِلْم..
التَّوحيد تهذيب للنَّفس وتَنقِيَة للضَّمير وطريق للنَّجاة..
وعن الايمان كُتِب “بالايمان وَصِحَّة التَّوَكُّل عِزَّة وكِفايَة، وبإخلاص النيَّة تَوفيق وسَعادة، وبالعمَل الصَّالِح تخليدًا للذِّكر، وحُلول في جنَّةٍ أُعِدَّت للصَّالحين..
وَأَكْمَلتُ قراءاتي عن الستّ سارة ورابعة العدويَّة والستّ شعوانة والسيِّدة نَسَب التنوخيَّة وغيرهن..
أُختي الأُم،
في عيدِ الأُمّ، المُناسَبة الّتي تُحييها السيِّدة الفاضلة زاهية سلمان -رحمها الله- في الواحد والعشرين من شهر آذار كُلّ عام – الأُم يا أُمَّ البشريَّة جمعاء، يا سِرّ استمراريَّة الوجود، أطَلَّيْتِ على الدُّنيا لتُجَسِّدي الهُويَّة الانسانيَّة كامِلةً.
كَرَّمَكِ الله بالعِزَّة والسُّؤدَدْ.
النَّبي مُحمَّد ﷺ كَرَّمَ المرأة وَأوْصى باحترامِها،
ونَظرَة السيِّد المسيح إلى المرأة مُفْعَمة دائمًا بالاحترام والتَّقدير..
والسيِّد عبدالله التَّنوخي قَدَّسَ الله سِرّه أَمَرَ بِتَعليمها وتَثقيفها لأنَّها الأساس المَتين في بناء الأُسرة والأوطان على التربية والتَّقوى: “هَذِّبوا خُلْقَها وَرَقُّوا نهاها وارفَعوا قَدرها ولا تُهمِلوها، فَهِيَ بنت لَكُم وأُخت وَأُمّ يَطيبُ فيها بنوها”، “أَعْطِني أمًّا صالِحَة، أُعطيكَ وَطَنًا صَالِحا”.
وَمُنذ العُصور وفي عَصرِنا هذا أَثبَتَت النِّساء مِمَّن لا يحصى لَهُنّ عدَد أنَّهُنَّ جديرات بالمُساواة، نِصف المُجتمَع وشريكة الحياة.
فالأُمّ هي المسؤولة الأولى عن تربية الأولاد تربيَةً مُثلى، وهي المسؤولة عن هذا الترابُط الأُسَري.
يا مَنْ تُعَلّمينَ أولادكِ الصِّدق والأمانة والإستقامة والمحبَّة، وَتُوَجّهينهم نحو الصِّراط المُستَقيم، وتَغْرِسينَ في قلوبِهِم التَقرُّب إلَيهِ تعالى: “وَتَقَرَّبوا إِلَيهِ بالعِلْمِ والمَعرِفة والعَمَل”.
وها هُوَ الشَّهرُ الثَّامِن مِنْ آذار أَطَلَّ لِيُحَيِّي المرأة في يَومِ المرأة العالمي، وَيَحلّ الرَّبيع مع عيد الأُمّ والطّفل عَابِقًا بالياسمين والنَّرجِس.
كُلّ عام وَأَنتِ بِأَلفِ خَيْر أيَّتُها المرأة المُناضِلة.
أعادَهُ الله مُخَفِّفًا ألام أُمَّهات الشُّهداء والنَّازِحات وَمَن فَقَدنَ فَلَذات أَكبادهنّ.
والسَّلامُ عَلَيْكُنّ.