غِياب الإصلاحات يُفقِد لبنان دوره كمحور لوجستي: الحامض يدعو لتحويل مرفأ بيروت إلى منطقة إقتصادية حُرَّة

مريم بيضون- ستار نيوز فيجن
في مقابلة عبر “صوت لبنان”، وجَّهَ الدكتور بول الحامض، الخبير في شؤون المرافئ واللوجستيات، تحذيرًا لافتًا حول الواقع المُتدهوِر لمرفأ بيروت وسائِر المرافئ اللبنانية، مُعتبرًا أنَّ:«غياب الإرادة السياسية والتأخُّر في تنفيذ الإصلاحات البُنيويَّة يُهدِّدان بِفِقدان لبنان لدوره الحيوي كمحور لوجستي في المنطقة.»
وأكَّدَ الحامض أنَّ:«مرفأ بيروت يتمتَّع بِعُمق مائي يُؤهِّلهُ لاستقبال أكبر السفُن في العالم، وهو ما يجعله من المرافئ القليلة المُتميِّزة في المنطقة، وبوَّابة طبيعية للشرق الأوسط. ورغم هذا التميُّز، فإنَّ المرفأ لا يشهد أي تطوير أو تحديث فعلي، في ظِلّ تقاعُس الحكومات المُتعاقِبة وغياب التخطيط الإستراتيجي.»
وشدَّدَ الحامض على ضرورة تحديث المرافئ اللبنانية وتفعيل دورها الإقتصادي والتجاري، مُشيرًا إلى أنَّ:«تجارُب دول الجوار، لا سِيَّما الإمارات، قد تتكرَّر في سوريا إذا ما نُفِّذَت مشاريع تطوير شبيهة في مرفأي طرطوس واللاذقية، مِمَّا سيؤدي إلى تراجُع دور لبنان كمحور لوجستي إقليمي.»
وأشارَ إلى أنَّ:«الفساد المُستشري والعرقلة السياسية يُعطِّلان عجلة التقدُّم، في حين تنقُل شركات وتُجَّار لبنانيون نشاطهم إلى دول مثل قبرص، حيث البيئة الإستثمارية أكثر استقرارًا، ما أدَّى إلى تحوُّلها إلى مِنَصَّة لإعادة التصدير والتجميع بدلًا من لبنان.»
واقترَحَ الحامض:«تحويل منطقة المرفأ إلى منطقة إقتصادية حُرَّة مُتكامِلة، تستقطب مُستثمرين وشركات من روسيا وأوروبا لتوزيع بضائعهم إلى الشرق الأوسط، على غرار ما فعَلَتهُ قبرص. كما دعا إلى تطوير مرفأي بيروت وطرابلس، وتحديث بنيتهما التحتية، وإقرار حوافز جمركية وضريبية لاستقطاب شركات الشحن التي بدأت تتَّجِه نحو سوريا.»
وأضاف :« إنَّ غياب التشكيلات الوظيفية والإدارية يُعمِّق الأزمة، خصوصًا في إدارة الجمارك والمرافئ، حيث تعاني المرافِق من شواغِر كبيرة وعدم الإلتزام بالقوانين التي تنُص على إجراء تشكيلات كل سنتين أو ثلاث.»
كما شدَّدَ على أهمية فرض كفالات مصرفية على القطاع الخاص لحماية المال العام ومكافحة التهريب والفساد.
وأكَّدَ:« أنَّ صعود المرافئ السورية يُشكِّل تهديدًا استراتيجيًا للبنان، داعيًا إلى إطلاق ورش إصلاح فورية تشمُل كل مرافق الدولة، ولا سَيَّما المرافئ، من خلال لجان من خُبراء ومُثقَّفين ومُستشارين يضعون خُططًا واضِحة للإنقاذ.»
وخَتَمَ الحامض حديثه مُؤكِّدًا أنَّ لبنان، الذي يمتلك كل المُقوِّمات ليكون واحة إقتصادية مُزدهرة، تحوَّلَ للأسف إلى خراب فعلي بسبب غياب الرؤية الإستراتيجيِّة وانعدام القرارات الجريئة اللازمة للإنقاذ.