تربية وثقافة

زهيدة درويش جبور تُطلق من مركز الصفدي الثقافي نداءً تربويًا: ‘الجيل المضطرب’ تحت مجهر النقد والمعالجة

Spread the love

طرابلس – نظم “مركز الصفدي الثقافي” ندوة فكرية مميزة حول كتاب “الجيل المضطرب” لعالم النفس الاجتماعي الأميركي جوناثان هايدت، بترجمة الدكتورة عائشة فتحي يكن، وذلك بدعوة من “فيحاؤنا – حاضنة الثقافة لكل الأزمان” و”نادي قاف للكتاب”، وأدارها الدكتور عماد غنوم بحضور حشد من المهتمين بالشأن الثقافي والتربوي والنفسي من مراجع روحية ودينية، وأكاديميين وأطباء وممثلين عن المجتمع المدني.

استُهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة مؤثرة ألقتها الدكتورة زهيدة درويش جبور باسم “تجمع فيحاؤنا”، شددت فيها على أهمية إعادة النظر في المفاهيم التربوية والنفسية المعاصرة، معتبرة أن عنوان الكتاب يحمل دلالة سلبية تعبّر عن قلق عالمي مشترك إزاء تأثير العولمة والثورة الرقمية على الأجيال الصاعدة. واستحضرت مقولة الفيلسوف ميشال سار حول “إنسان الإصبع الصغيرة”، في إشارة رمزية إلى تَغَلُّب السرعة الرقمية على التفكير النقدي والتأمل المعرفي.

من جهتها، رحبت الدكتورة عائشة فتحي يكن بالحضور، موضحة الجهد الذي بذلته في ترجمة الكتاب، وسعيها إلى نقل مضامينه الفكرية والاجتماعية والوقائية بأسلوب مبسط وعميق، يضع القارئ أمام مشهد مؤلم لحال الجيل الجديد أمام الإدمان الرقمي، مقابل محاولات المؤلف تقديم وسائل علاجية قابلة للتطبيق.

أما الدكتور عماد غنوم، فقد وصف الكتاب بأنه صرخة واعية في وجه التحديات الرقمية التي تعصف بالناشئة، مؤكداً أنه عمل تحليلي ثري يعالج الأبعاد النفسية والاجتماعية العميقة لانفجار وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الأطفال والمراهقين، مشيداً بترجمة يكن التي أضافت للنسخة العربية بعدًا معرفيًا رصينًا.

وقدّمت كل من الدكتورة جاكلين أيوب والدكتورة رشا تدمري قراءتين نقديتين للكتاب، الأولى من منظور تحليل النص في سياقاته النفسية والثقافية، والثانية من زاوية دمج المفاهيم التربوية مع الرؤى الثقافية، حيث تحول الكتاب في مداخلاتهما إلى أداة تفكير لفهم الواقع التربوي المعاصر وكيفية التصدي لأزماته.

وخلص اللقاء إلى اعتبار ترجمة الدكتورة يكن لكتاب “الجيل المضطرب” بمثابة إضافة نوعية للمكتبة العربية، ليس فقط لغناها الأسلوبي، بل لقدرتها على طرح قضايا مصيرية تمسّ تربية الأجيال وهويتهم في زمن الشاشات واللايقين الثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى