انتخابات بلدية شبعا: مفترق طرق بين التنمية والهوية السياسية

في قلب الجنوب اللبناني، وتحديدًا في بلدة شبعا ذات الرمزية الوطنية والتاريخية، تتجه الأنظار إلى معركة انتخابية بلدية حاسمة تعكس انقسامًا بين رؤيتين مختلفتين لمستقبل البلدة. تتنافس لائحتان رئيسيتان: الأولى بقيادة آدم فرحات، تحمل شعار “ما حدا أكبر من ضيعته”، وتتبنى مشروعًا إنمائيًا يهدف إلى معالجة واقع الحرمان وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي. أما الثانية، برئاسة درويش السعدي، تحت عنوان “شبعا هويتي”، فتركز على شعارات سياسية وهوية البلدة، بدعم من النائب قاسم هاشم ومفتي قضاء حاصبيا ومرجعيون.

هذه الانتخابات لا تعكس فقط خيارات محلية، بل تُجسّد صورة أشمل عن اتجاه الرياح السياسية في الجنوب اللبناني، حيث تتقاطع المشاريع الإنمائية مع الشعارات السياسية، مما يجعل من هذا الاستحقاق نقطة تحول محورية في تاريخ شبعا المحلي.
من الجنوب اللبناني، وتحديدًا من بلدة شبعا، تتجه الأنظار إلى معركة انتخابية بلدية حاسمة، بين لائحتين متنافستين تعكسان رؤيتين مختلفتين لمستقبل البلدة. منافسة محتدمة بين مشروع إنمائي طموح وشعارات سياسية مثيرة للجدل، ما يجعل هذه الانتخابات نقطة تحوّل محورية في تاريخ شبعا المحلي.
خارطة المنافسة: لائحتان أساسيتان
اللائحة رئيس اللائحة التوجه العام الانتماء السياسي العام
ما حدا أكبر من ضيعته آدم فرحات تنمية وخدمات تضم 4 كوادر من تيار المستقبل
العائلات و السيد عماد الخطيب مدعومة من
مرشح الرئيس الحريري للانتخابات النيابية 2018 ورجل الاعمال سامي ضاهر
شبعا هويتي درويش السعدي شعارات سياسية/هوية مدعومة من النائب قاسم هاشم
مفتي قضاء حاصبيا ومرجعيون ورجل الاعمال نزيه حمد وعائلات
اللائحة الأولى: مشروع تنموي مستقل
تدخل لائحة “ما حدا أكبر من ضيعته” الانتخابات
برئاسة
آدم فرحات، المنسق السابق لتيار المستقبل في شبعا، حاملةً رؤية إنمائية واضحة تسعى إلى معالجة واقع الحرمان في البلدة وتحريك عجلة الاقتصاد
تستند هذه اللائحة إلى دعم الأستاذ عماد الخطيب والسيد سامي ضاهر، اللذان يدعوان إلى تنمية مستدامة عبر مشاريع إنتاجية وخدماتية تهدف إلى
- خلق فرص عمل للشباب
- تعزيز البنية التحتية
- تحفيز الاستثمارات المحلية
ورغم مشاركة أربعة أعضاء من تيار المستقبل، تحافظ اللائحة على طابع الاستقلالية، ما يمنحها قبولاً أوسع لدى شرائح متنوعة من أبناء البلدة.
اللائحة الثانية: شبعا هويتي – هوية حزبية تتقاطع مع الانتماء العائلي
في المقابل، تقود لائحة “شبعا هويتي” معركة من نوع آخر، عنوانها
شبعا هويتي
يرأس اللائحة درويش السعدي، بدعم مباشر من النائب قاسم هاشم، الذي حال ظرف صحي دون مشاركته في الإعلان الرسمي للائحة
وفقا لما اعلنه رئيس اللائحة ضمن خطاب اعلان تشكيلة اللائحة
توزيع المرشحين في لائحة شبعا هويتي:
الانتماء عدد الأعضاء
آل هاشم 7
الحزب القومي السوري 1
تيار المستقبل 3 (منهم الرئيس)
هيئة ابناء العرقوب 1
يثير الطرح السياسي للائحة “شبعا هويتي” شكوكًا حقيقية بين أبناء البلدة والمراقبين، خاصة أن
الداعم الاساسي لها النائب قاسم هاشم ينتمي الى كتلة الرئيس بري بطروحاتها السياسية المعروفة في حين تعتبر شعارات اللائحة مناهضة كليا لفكرة المقاومة وتعتبرسراياها من خارج انتماء وهوية البلدة
فهل يحمل هذا الخطاب بداية انقلاب سياسي في خطاب قاسم هاشم؟
وهل تكون هذه الانتخابات مؤشرًا على تخليه التدريجي عن عباءة حركة “أمل” ومرجعية الرئيس بري،؟
مقارنة بين المشروعين:
الجانب لائحة “ما حدا أكبر من ضيعته” لائحة “شبعا هويتي”
التوجه إنمائي/خدماتي سياسي
الدعم السياسي السيد عماد الخطيب وسامي ضاهر
الخطاب معالجة الحرمان وتفعيل الاقتصاد استعادة الهوية
وفي النهاية سواء انتصرت مشاريع التنمية أم تغلبت الشعارات السياسية، فإن بلدة شبعا تقف اليوم أمام مفترق طرق مهم، لا يعكس فقط خياراتها المحلية، بل يُجسّد صورة أشمل عن اتجاه الرياح السياسية في الجنوب اللبناني.
فهل تختار شبعا مستقبلًا تنمويًا مستقلًا؟ أم ترجّح كفة الخطابات السياسية التي تربطها بتاريخ من الولاءات الحزبية؟
.