معرض نهاية العام في كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة بعنوان: ” نقطة فاصلة EYE 25″

مروان زغيب: “ليست كل عمارة بحاجة لأن تُبنى كي تكتسب معنى”
اقامت كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة معرض نهاية العام بعنوان: ” نقطة فاصلة EYE 25″ ، وذلك يوم الخميس 15 ايار2025، في حرم الجامعة في ذوق مصبح.
تقدّم الحضور ضيف الشرف المهندس مروان زغيب، السيد علي رمضان، الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة ، الدكتور ميشال حايك نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الدكتور أنطوان فرحات نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير، الدكتورة كارين أبو جودة عميدة كلية الهندسة والعمارة في الجامعة، عميد شؤون الطلاب الدكتور شربل زغيب، الى جانب عمداء الكلّيات، أسرة جامعة سيدة اللويزة والطلاب.
استُهِلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ليلقي المهندس شادي بطيش كلمة ترحيبية، قال فيها: ” إن هدف EYE25 هو تسليط الضوء على القيمة الحقيقية لأعمال الطلاب المتخرجين، وفتح المجال أمامهم للتفاعل مع شخصيات مهنية وروّاد من القطاعين العام والخاص، بما يعزّز ثقتهم بأنفسهم ويهيّئهم للمرحلة المقبلة من مسيرتهم.”
وأضاف: “هذا الحدث لا يقتصر على الاحتفال بإنجازات الطلاب، بل يشكّل أيضًا مساحة للتواصل بين الطالب وعائلته الأكاديمية، وفرصة لتعزيز الانتماء إلى جامعة سيدة اللويزة التي كانت شريكًا أساسيًا في نموهم وتطوّرهم.”
وتابع قائلًا: “ينطلق المعرض من المدخل الرئيسي للمبنى، حيث تستقبل الزوّار تركيبة فنية عمودية مستوحاة من شعار EYE25، ويمتد عبر ثلاث قاعات رئيسية خُصّصت لأعمال طلاب أقسام العمارة، التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي.”
وأشار المهندس بطيش إلى أن فكرة المعرض وشعاره قد وُضِعت وصُمّمت بالكامل من قبل طلاب قسم التصميم الغرافيكي، في تعبير واضح عن روح الابتكار التي يتميّز بها طلابنا.
وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى أعضاء لجنة جامعة سيدة اللويزة، والهيئتين التعليمية والإدارية، مثنيًا على التعاون المثمر مع الموسيقي أسامة الرحباني من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع قسم الموسيقى في كلية RC FAAD في جامعة سيدة اللويزة، في آذار 2025، لإطلاق برنامج موسيقي بعنوان: “الإنتاج الموسيقي والممارسات الصناعية” ابتداءً من خريف العام 2025.
كما أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع دار أزياء المصمّم جورج شقرا، في إطار مبادرة رائدة تجمع بين الإبداع الأكاديمي والتميّز في عالم الموضة.
وفي ختام كلمته، توجّه بالشكر إلى طلاب قسم تصميم الأزياء، الذين قدّموا رؤىً عصرية مبتكرة عكست طاقاتهم الإبداعية وتميّزهم المهني.
وبدورها، رحّبت الدكتورة كارين أبو جودة، عميدة كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة، بالحضور خلال افتتاح معرض “EYE 25″، مؤكدة أن هذا الحدث يشكّل محطة مفصلية في مسيرة طلاب الفنون والتصميم. وقالت: “هذا المكان الذي تُرسم فيه الأحلام، وتُلوَّن، وتُصمَّم، وأحيانًا تنهار قبل الموعد النهائي بساعات… لكنها، بأعجوبة، تعود إلى الحياة من جديد!”
واعتبرت د. أبو جودة أن المعرض يمثّل “نقطة فاصلة” بين الماضي والمستقبل، لحظة تحوّل تنبض بالإبداع والإلهام، مشيدة بالجهود التي بذلها الطلاب في مشاريعهم التي تعكس رؤاهم الفريدة.
وسلطت الضوء على تميّز طلاب الأقسام المختلفة، من الهندسة المعمارية إلى الموسيقى، ووصفت كل تجربة بأنها شهادة حيّة على قدرة الشباب على التعبير، والإبداع، والتأثير. كما شددت على أن الإبداع لا يخلو من الأخطاء، بل يولد منها، مستشهدة بقول سكوت آدامز: “الإبداع هو أن تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء. أما التصميم فهو أن تعرف أيّ من تلك الأخطاء يجب أن تُبقي.”

وكان للأب الرئيس بشارة الخوري كلمة تناول فيها بعمقٍ فلسفة التعلّم ورسالة الكلية، مؤكدًا أن جوهر هذه الرسالة يتمثل في دفع الطلاب إلى تجاوز المألوف والانفتاح على آفاق غير مكتشفة، بما يسهم في تنمية الإبداع وتوسيع المعرفة.
وأشار الأب الرئيس إلى أن “كلّما تسلّقنا جبلًا، لاح لنا جبل آخر”، في تعبير مجازي يعكس الطبيعة المتجددة للسعي البشري نحو المعرفة، حيث يُعدّ كل إنجاز بداية لمسار جديد من البحث والاكتشاف.
وختم الأب الخوري كلمته بدعوة ملهمة إلى التطلّع المستمر إلى الأمام، مؤمنًا بأن الأفق لا تحدّه حدود، ما دام الطموح حيًا، والرؤية واضحة، والشغف بالتعلّم راسخًا في النفوس. وأكد أن لبنان الجديد، المنشود والمنتظر، يقوم على سواعد طلابه، وعلى عمق انتمائهم لوطنهم، وإيمانهم بقدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وكان لضيف الشرف، المهندس مروان زغيب، مداخلة لافتة خلال الأمسية، قال فيها: “ليست كل عمارة بحاجة لأن تُبنى كي تكتسب معنى.” مؤكدًا أن بعض المشاريع المعمارية، وإن لم تُنفّذ، كان لها دور محوري في تشكيل الخطاب المعماري وإلهام أجيال من المعماريين حول العالم.

وأوضح زغيب أن القيمة الحقيقية لهذه المشاريع لا تكمن في هيئاتها المادية، بل في الأفكار التي تحملها، والأسئلة التي تثيرها، والرؤى التي تطرحها حول جوهر العمارة ودورها الثقافي والفلسفي.
كما قدّم زغيب خلال العرض مجموعة مختارة من أعماله غير المشيّدة، مستعرضًا من خلالها ثنائية “المقدّس والطبيعة”، والعلاقة العميقة التي تربط بينهما. وأشار إلى أن هذه المشاريع، رغم بقائها في حيّز التصوّر، تحمل رؤية مكتملة، وتشكل مساحات تأملية تتجاوز حدود البناء المادي، لتغدو وسائط للتعبير الثقافي، والإدراك المكاني، وإثارة الأسئلة الوجودية.
ومن خلال الدمج بين الرسومات، والسرد، والتفكير التصميمي، دعا زغيب الحضور إلى إعادة النظر في العمارة بوصفها حوارًا مستمرًا بين المشهد الطبيعي وتجربة التقديس في الفضاء، لا مجرد استجابة وظيفية للمكان.
وبعد عرض الأزياء الذي قدّمه الطلاب، قُدّم للمهندس مروان زغيب، بإسم جامعة سيدة اللويزة، هدية تذكارية بالمناسبة.”
