بلديات

في وجه مهزلة الانتخابات: بول الحامض يدعو لثورة بلدية على الجهل والتبعية

Spread the love

الحامض: أبناء الشمال ليسوا أدوات انتخابية… بل شركاء في القرار

بيان صادر عن الدكتور بول الحامض
حول المهزلة الانتخابية البلدية والاختيارية

يا أبناء الشَّمال، يا أهل الكرامة والوعي،

في زمنٍ يُفتَرَض أن يكون فيه صندوق الاقتراع مِساحةً للتعبير الحُرّ والإرادة الشعبية، نشهد اليوم مهزلة انتخابية لا تَمُتّ إلى الديمقراطية بِصِلة، ولا تُعَبِّر إلَّا عن سقوط أخلاقي وسياسي مُدوٍّ، يُهدِّد ما تبقَّى من مُؤسَّساتِنا المحلية وخياراتِنا الوطنية.

لقد تحوَّلَت الانتخابات البلدية والاختيارية إلى مِنَصَّة، لابتذال القِيَم وشراء الأصوات والولاءات والضَّمير الإنساني بأوراقٍ نقديَّة لا تُسمِن ولا تُغني.. وباتَت الرَّشوة هي القاعدة، والشَّرَف استثناء..!!

أيُّها المواطنون،
كيف يُعقَل أن يترشَّح من لا يُجيد القراءة والكتابة؟
كيف لِمَن يجهل حدود قريته أن يرسُم مُستقبلها؟
كيف لِمَن لا يُفرِّق بين الصَّالِح العام والمصلحة الشخصيَّة أن يُؤتمَن على المال العام؟

إنَّنا أمام موجة من الترشيحات العبثية، التي لا تستند إلى أي كفاءة أو مُؤهِّل، بل إلى الجاه العائلي، المال السياسي، أو التبعية العمياء لزعيم أو مرجعية.
فهل هكذا تُبنى البلديات؟
وهل بهكذا أدوات تُدار الشؤون العامة؟

كفى عبَثًا بمصير أهلنا.
كفى استهتارًا بكرامة الناس، واستغلالًا لحاجاتهم، وتسلُّقًا على أكتافِ الفقراء عبر وُعودٍ زائِفة وشعارات جوفاء.

إنَّ الانتخابات ليست معركة بين الجُهلاء، بل مسؤولية وطنية كبرى، تتطلَّب النَّزاهة، والمعرفة، والرؤية الواعية لمستقبل أفضل.

لقد آنَ الأوان لإعلاء شأن الكفاءة على المحسوبيات، ولإعادة الاعتبار إلى الشفافية، والنزاهة، والعطاء المسؤول.
آنَ الأوان لأن نُعيد إلى العمل البلدي جوهره الحقيقي: أن يكون خدمةً لا سلعة، رسالة لا صَفقة.

فلنَنهض معًا، أبناء الشَّمال، ونقول بِصَوتٍ واحد: لن نسمَح بِسَحقِ كرامتنا ولا بخيانة مُستقبلنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى