بلديات

لقاء مع رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان: الناس رشّحوني… والمفاجأة؟ ملعب رياضي بدعم فردي

Spread the love

في حوار خاص مع رئيس بلدية الفرزل الأستاذ ملحم الغصَّان، تحدَّثَ بصراحة وعفوية عن تجربته الطويلة في رئاسة البلدية، ودوافعه للترشُّح مُجدَّدًا، مُؤكِّدًا أنَّ هذا القرار لم يكن نابعًا من رغبة شخصية بقدر ما هو استجابة لطلب الأهالي وثقتهم المُستمرَّة به.

وأشارَ إلى أنَّ ترشُّحه جاء بناءً على رغبة العائلات والأهالي الذين رأوا فيه شخصًا مُناسِبًا للاستمرار في خدمة البلدة، رغم أنَّهُ كان ينوي التوقُّف بعد خمسة عشر عامًا من العمل البلدي المُتواصل.

استعرَضَ الغصَّان التحدّيات التي تُواجه البلدية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصَّعبة التي يَمُرّ بها لبنان وعجز الدولة عن دعم البلديات ومُساندتها، مُشيرًا إلى أنَّ الإمكانيات المُتاحة حاليًا لا تكفي لتلبية أبسط الحاجات، كعملية جَمع النفايات أو صيانة الشوارع.
ولفَتَ إلى أنَّ المبلغ الذي تتلقَّاه بلدية الفرزل من الصندوق البلدي المُستقل لا يتجاوز 550 مليون ليرة سنويًّا، وهو مبلغ غير كافٍ لإدارة شؤون بلدة بِحَجم الفرزل.
وشدَّدَ على أنَّ بعض المشاريع التي أُنجِزَت في السنوات الماضية تَمَّت بفضل دعم مِن مُنظَّمات دولية مثل USAID وUNDP، إضافةً إلى مُبادرات فردية من أبناء البلدة.

وفي سياق الحديث، تناول الغصَّان أهمية دعم الشباب من خلال الرياضة، مُتوقِّفًا عند مُبادرة لافِتة قام بها السيِّد جان الياس مهنا، الذي تبرَّعَ بمبلغ مليون دولار أميركي لبناء ملعب رياضي حديث في البلدة.
واعتبَرَ الغصَّان أنَّ هذا المشروع ضروري لتأمين مساحة آمِنة ونظيفة للشَّباب، بعيدًا عن الآفات والانحرافات الاجتماعية، لا سِيَّما في ظل غياب المرافِق الترفيهيَّة.
كما تطرَّقَ إلى نادي أطلس الرياضي في الفرزل وأشار إلى أنَّهُ:«يُشكِّل مصدر فخر لأبناء البلدة، ونطمح للوصول إلى مصاف الدرجة الأولى في المُنافسات المحلية..» مُؤكِّدًا أنَّ:«الدعم المُستمر لهذا النادي يُمثِّل استثمارًا حقيقيًّا في مُستقبل الشَّباب.»

جرى الحديث أيضًا عن واقع الزراعة، حيث أكَّدَ الغصَّان أنَّ الفرزل تشتهر بزراعة العنب والخوخ، وأنَّ المُزارعين يمتلكون خبرة طويلة، لكنَّهم يُعانون من غياب الدَّعم الرسمي، وارتفاع التكاليف، خُصوصًا فيما يتعلَّق بالكهرباء والطاقة الشمسية. وقال:«إنَّ المُزارع اليوم يُعاني من أجل ري أرضه، وتأمين مُستلزمات الإنتاج، بينما تبقى الأسواق ضعيفة والقُدرة على تصريف المحاصيل محدودة، في ظِلّ غياب أي دور فاعِل لوزارة الزراعة.»

ورغم التحدِّيات، أشارَ الغصَّان إلى المُبادرات المُجتمعيَّة التي تهدف إلى تمكين أبناء البلدة، مُشيدًا بدور مؤسسة ميشال الضاهر في دعم الشباب والنساء من خلال برامج تدريبية وتعليمية، كدورات الكمبيوتر والمهارات الأساسية، التي تفتح آفاقًا جديدة لأبناء الفرزل في ظل الأوضاع الراهنة.

وفي حديثِه عن الإصلاحات، شدَّدَ الغصَّان على أهمية تطبيق اللامركزية الإدارية، مُعتبراً أنَّها السبيل الأمثل لتمكين البلديات من أداء مهامها بفعالية. وأشارَ إلى أنَّ البلديات لا تتلقَّى مُستحقَّاتها الكامِلة من الدولة، مثل عائدات الاتصالات، مِمَّا يُضعِف قُدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين. وأضاف أنَّ البلدية، بصفتها الجهة الأقرب للناس، تحتاج إلى دعم فعلي وليس مُجرَّد وُعود.

في خِتام الحوار، عبَّرَ الأستاذ ملحم الغصَّان عن امتنانِه لأهالي الفرزل على ثِقَتِهِم المُتجدِّدة، مُؤكِّدًا أنَّ محبَّتهم ودعمهم هُما الحافِز الأساسي لمُتابعة العمل. وأشار إلى أنَّهُ لا يرى نفسه رئيسًا بقدر ما يعتبر نفسه مُواطِنًا يخدُم بلدته من موقع المسؤولية، وبأنَّ التواضُع والعمل بِصَمت هُما القِيَم التي يحرص على تمثيلِها، مُشيرًا إلى أنَّ الفرزل تستحقّ الأفضل، وأنَّهُ سيُواصِل العمل بكل ما يستطيع من أجلِها، مَدفوعًا بمحبَّة الناس وإيمانهم به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى