في تطور دبلوماسي لافت، قدمت سوريا ردًا خطيًا إلى الولايات المتحدة على قائمة من ثمانية مطالب أميركية، حددت بموجبها واشنطن شروطًا لتخفيف جزئي محتمل للعقوبات المفروضة على دمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من 14 عامًا.
وقد اطلعت وكالة “رويترز” على نسخة من هذه الرسالة، التي وُصفت بأنها غير مؤرخة، وأكد مسؤولان غربيان ومسؤول سوري مطلع أنها تعكس بدقة المضمون الذي تسلمته الإدارة الأميركية.
الرسالة السورية: مضمون وتفاصيل
أكدت الرسالة، المكونة من أربع صفحات، أن سوريا:
• نفذت الجزء الأكبر من المطالب الأميركية.
• تعتبر أن بعض المطالب “تتطلب تفاهمات متبادلة”، خاصة تلك المتعلقة بالتنسيق الأمني ومنح تصاريح للضربات الأميركية داخل الأراضي السورية.
أبرز التزامات سوريا حسب الرسالة:
1. الأسلحة الكيميائية:
o تعهدت دمشق بمواصلة معالجة ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيميائية.
o أشارت إلى تعزيز التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
2. الصحفي الأمريكي أوستن تايس:
o أعلنت سوريا عن إنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية بهدف تتبع مصير الصحفي المفقود منذ سنوات.
3. التعهد بعدم تهديد إسرائيل:
o أكدت الرسالة أن سوريا لن تشكل مصدر تهديد لأي طرف في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.
o تم اعتقال عدد من المسؤولين الفلسطينيين من “الجهاد الإسلامي”، بعد تشكيل لجنة لمراقبة نشاطات الفصائل الفلسطينية المسلحة داخل سوريا.
4. المقاتلون الأجانب:
o أوضحت الرسالة أنه تم تعليق إصدار الرتب العسكرية بعد تعيين مقاتلين أجانب (من الأويغور، الأردن، وتركيا) في ديسمبر 2024.
o لكنها لم تُوضح ما إذا كانت هذه التعيينات قد أُلغيت، ولا الخطوات المستقبلية لمعالجة هذا الملف.
5. مكافحة الإرهاب:
o أبدت دمشق استعدادًا لمواصلة التنسيق غير المباشر مع الولايات المتحدة في هذا المجال، خاصة عبر القنوات القائمة في عمان.
o إلا أنها لم توافق على منح واشنطن تفويضًا مفتوحًا لتنفيذ ضربات داخل سوريا، معتبرة ذلك مسألة “تحتاج إلى تفاهمات مشتركة”.
خلفية وتحليل سياسي:
• السياق السياسي: يأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه الحكومة السورية المؤقتة، بقيادة أحمد الشرع، إلى إعادة دمج البلاد في النظام الإقليمي والدولي.
• الأثر الاقتصادي: تواجه سوريا أزمة اقتصادية خانقة، ما دفعها للتجاوب مع المطالب الأميركية، على أمل تخفيف بعض العقوبات التي شلت الاقتصاد.
الموقف الأميركي:
• أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تسلم الرد السوري.
• قال إن الرد يخضع للتقييم، مضيفًا أن واشنطن لا تعترف بالحكومة السورية كسلطة شرعية، وأن أي تطبيع مستقبلي “مرهون بأفعال محددة”.
توقيت الرد واللقاءات المقبلة:
• تم إرسال الرسالة السورية في 14 أبريل 2025، أي قبل عشرة أيام من كلمة وزير الخارجية السوري المؤقت أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن في نيويورك.
• من المنتظر أن يناقش الشيباني فحوى الرسالة مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة.
خاتمة: ترى دمشق في الرد خطوة نحو فتح حوار مباشر أكثر شمولًا، وتأمل بأن تؤدي هذه المبادرات إلى اجتماع رسمي لبحث الملفات كافة، بما في ذلك إعادة فتح السفارات ورفع العقوبات تدريجيًا.
المصدر: رويترز – بيروت، 26 أبريل 2025
إعداد: تيمور أزهري، مايا جبيلي؛ تقرير إضافي: ميشيل نيكولز، حميرة باموق
تحرير: دانيال واليس
