سياسة

لبنان على شفير الهاوية: د. بول الحامض يكشف أسرار التحذيرات الدولية، الفساد، وسلاح حzب الله

Spread the love

الانتخابات البلدية والمال السياسي

في لقاء خاص وحصري، فتح الناشط السياسي والمجتمعي الدكتور بول الحامض قلبه ليتحدث بصراحة نادرة عن واقع لبنان المتأزم. لم يُخفِ قلقه من التحذيرات الغربية الأخيرة التي باتت تزداد حدّة، بل اعتبرها جدّية للغاية، بل وقد تكون الفرصة الأخيرة قبل السقوط الكامل.

 بحسب الحامض، الدول المانحة وعلى رأسها فرنسا ومعها 58 دولة، ضاقت ذرعاً بالطبقة السياسية اللبنانية، التي استهلكت كل فرص الإنقاذ واستنزفت ثقة العالم عبر عقود من الفساد وسرقة المساعدات.

الدكتور الحامض أطلقها مدوية: “لبنان ذاهب إلى الهلاك”.

ليس مجرد تهويل، بل واقع يدعمه انهيار المؤسسات، تفكك النظام، وانعدام أي نية للإصلاح. اعتبر أن السلطة الحالية متشبثة بالكراسي كما الطفل المتمسك بلعبته، غير آبهة بانهيار الدولة أو عذابات الناس.

 وأكد أن خمسة أو ستة زعماء يتحكمون بمصير شعب كامل، بينما المجلس النيابي والحكومة لا حول لهم ولا قوة، بل يساهمون في التغطية على الفساد أو يتفرجون بصمت مريب.

وعن الانتخابات البلدية المقبلة، شدّد الحامض على أن المال الانتخابي أصبح سرطاناً يهدد آخر ما تبقى من ديمقراطية.

ودعا الأجهزة الأمنية إلى التدخل الحاسم لوقف الرشى، مؤكداً أن المعركة المقبلة يجب أن يخوضها الشباب المستقلون الشرفاء، لأنهم الأمل الوحيد في التغيير الحقيقي.

في ما يتعلق بسلاح حزب الله، عبّر الحامض عن استغرابه من التناقض الواضح بين ما أقرّه الوزراء في البيان الوزاري، وبين تصريحات الشيخ نعيم قاسم الرافضة لتسليم السلاح. ورأى أن هذا التناقض يفضح حالة الانقسام والازدواجية داخل الحزب نفسه، ويؤكد الحاجة إلى موقف وطني جامع يُنهي فوضى السلاح. “يجب تطبيق القرار 1701 على الجميع، ولا استثناء لأحد، حتى من يملك سلاحاً مرخّصاً يستخدمه لمصالحه الخاصة”.

وتطرّق إلى الموقف الإيراني، مبدياً استغرابه من تصريحات السفير الإيراني الذي عبّر عن رفض بلاده لأي حرب على أرض لبنان، بينما حزب الله لا يزال يجرّ البلد إلى الصراعات الإقليمية. ورأى أن الأحزاب جميعها، من مختلف الطوائف، تشارك في مسرحية تقاسم النفوذ، وتستغل السلاح والخوف لإبقاء الوضع على ما هو عليه.

الحامض وصف الإجماع الدولي الحالي على دعم لبنان بأنه فرصة نادرة، يجب ألا تُضيّع. وهو إجماع يدعو إلى دمج السلاح بالمؤسسات الشرعية، وتحقيق إصلاحات فعلية لا شكلية، لأن من دون الأمن والاستقرار لن تأتي الاستثمارات، ولن يبقى أمل بأي انتعاش اقتصادي.

وفي موقف صادم، كشف أن البنك الدولي رفض لقاء الوفد اللبناني الأخير، معتبراً أن هذا دليل على فقدان الثقة الكامل بالسلطة. “نحن نشحذ المساعدة من الخارج بينما لدينا أموال منهوبة داخل البلد، يكفي أن نسترجع 10% منها لنقف مجدداً على أقدامنا”.

في نهاية اللقاء، وجّه الدكتور بول الحامض نداءً من القلب إلى الشعب اللبناني. دعاه لثورة وعي لا فوضى، لثورة سلمية تقتلع جذور الفساد وتفتح الطريق أمام جيل جديد. “كفى، أربعون عاماً من الشعارات والموت البطيء. آن أوان التحرّر من التبعية، وبداية صفحة جديدة من الكرامة الوطنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى