لبنان

ثورة ثقافية وشعبية في طرابلس..د. بول الحامض يطالب بعفو عام وإصلاح سياسي

احتشاد شعبوي تحت شعار “ثورة بلا حدود” في طرابلس: دعوة للتغيير الثقافي والسياسي

في احتشاد شعبي لافت تحت شعار “ثورة بلا حدود” في مدينة طرابلس، الفيحاء، أطلق الناشط السياسي الدكتور بول الحامض رسالة موجهة إلى جميع اللبنانيين عمومًا وأبناء مدينة طرابلس على وجه الخُصوص، تحمل بين سطورها تنفيذ المطالِب السياسية والاجتماعية والثقافية ودعوة إلى ثورة حقيقية لضمان التغيير الحقيقي في لبنان.

ثورة ثقافية شعبويَّة
وفي كلمته أكَّدَ الحامض بأنَّ الثورة اللبنانية يجب أن تكون ثقافية وشعبويَّة، تستند إلى الوعي الجماعي والتفاعُل السلمي، وتسعى لبناء مجتمع ثقافي مُنفَتِح ومُتَحَضِّر، وليست ثورة تُباع وتُشترى أو ثورة دمويَّة.
وأضاف: «طرابلس هي مدينة الثقافة والتعايُش الوطني، وكُلُّنا أبناء هذه المدينة»

العفو العام وتحرير المظلومين
بدأ الحامض حديثه بالمطالبة بتطبيق العفو العام، وتحرير المساجين المظلومين، مُسلِّطًا الضوء على ضرورة مسامحتهم وإعطائهم فرصة جديدة لحياة كريمة.
وقال: «على الدولة اللبنانية أن تُبيّض صفحتها عبر العفو العام وتحرير المساجين المظلومين» حيثُ تُمثِّل هذه الخطوة بِحَسب الحامض، جزءًا من خطَّة إعادة بناء الثقة بين المواطنين والدَّولة، وبداية جديدة للعديد من الأُسَر اللبنانية التي عانت من ظُلم السُّجون والمُعتقلات.

الإصلاح السياسي: نحو رئيس جمهوريَّة وطني
أمَّا على الصَّعيد السياسي، فقد ناشَدَ الحامض أبناء طرابلس للتحرُّك والانتفاضة من أجل انتخاب رئيس جمهورية بعيد عن الفساد والمحسوبيات. كما دعا النظام اللبناني إلى أن يضطّلع بمسؤوليَّته لانتخاب رئيس يتَّسِم بالنزاهة ويعمل على تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الشَّعب اللبناني.
واعتبر الحامض أنّ رئيس الجمهورية يجب أن يكون «وطنيًا، مُحايدًا، شفَّافًا، وبعيدًا عن الفساد والمحسوبيات».
وأكَّدَ أنَّ انتخاب رئيس بهذه المواصفات هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته المُستمرّة. مُطالِبًا بتطبيق:«نظام سياسي جديد، ورئيس يتمتَّع بالشفافية والنزاهة، ويعمل من أجل مصلحة الوطن بعيدًا عن كُلّ أشكال الفساد».

تحيَّة للجيش اللبناني وتأكيد على حماية الحدود
كما وجَّهَ الحامض تحيَّة إلى الجيش اللبناني وقائد الجيش العماد جوزيف عون مُثنيًا على الجهود التي بذلوها لإيصال لبنان إلى برّ الأمان خلال السنوات الخمس الماضية. ومُؤكّدًا على أنَّ: «الجيش اللبناني هو الدِّرع الواقي للبنان وحامي أرضه، وقد أظهَرَ في السنوات الأخيرة قدرة استثنائية على حماية حدود لبنان وتأمين استقراره. ونحن نُحَيِّي جهوده المُستمرَّة في حماية حدودنا وتطبيق القرار 1701، والقيام بدوره في حفظ الأمن والاستقرار.»

نداء إلى أبناء طرابلس: الثورة بالوعي
كما وجَّهَ الحامض نداءً خاصًا إلى أبناء طرابلس، داعيًا إيَّاهُم للتسلُّح بالوعي والثقافة لتحقيق ثورتهم الشعبيَّة.
مُشيرًا إلى أنَّ:«الثورة في سوريا قد نَجَحَت بِفَضل وعي الشعب وقدرته على التغيير السلمي، وهذا ما يجب أن يسعى إليه اللبنانيون اليوم.» ومُعتبرًا أنَّ: «الفاسِد لا يَصلُح للإعمار، ومن لا يعرف البناء لا يمكنه المساهمة في إعادة إعمار لبنان».

التوجُّهات المُستقبليَّة: مُواجهة التحدِّيات
أمَّا عن التحدّيات السياسيَّة، فَقَد أشار الحامض إلى أنَّ مجلس النُوَّاب اللبناني يعمل على دفع لبنان نحو “التدويل الإداري”، وهو ما يراه تهديدًا لسيادة الدولة اللبنانية. وأضاف قائلاً: «نحن لا نريد خسارة لبنان، نحن ركائز لبنان، وأي قرار يَصُبّ في مصلحة التدويل سيكون ضربة لوجودنا الوطني».

“قِفوا وامشوا في مسيرتكم ولا تخافوا من أحد”
في خِتام كلمته، حَمَلَ الحامض رسالة قويَّة إلى جميع أبناء طرابلس والشعب اللبناني قائِلًا: «قِفوا وامشوا في مسيرتكم ولا تخافوا من أحد»، وداعِيًا للمُقاومة السلميَّة والتحدّي، والثبات والإصرار لِمواجهة التحدّيات، ومشدِّدًا على أنَّ الشعب اللبناني قادر على النُّهوض من جديد رغم الظُّروف الصَّعبة التي يمُرّ بها.


الاحتشاد الشعبوي في طرابلس تحت شعار “ثورة بلا حدود” كان بمثابة دعوة للمشاركة في حركة تغيير وطنية تجمع بين الثقافة والسياسة. هذه الثورة التي يسعى الحامض إلى تحقيقها، تعتمد على وعي الشعب اللبناني وقدرته على تجاوز الأزمات والفساد، وتحقيق التغيير المنشود من خلال الاتِّحاد، الوعي، والتحرُّك السلمي.

مريم بيضون -ستار نيوز فيحن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى