طرابلس تحتفل بعيد الميلاد رغم التحديات الاقتصادية: بين الأجواء الاحتفالية وغلاء الأسعار
في هذا العام، كان لعيد الميلاد في مدينة طرابلس نكهة مميزة، حيث شهدت المدينة احتفالات مبكرة شملت نصب أشجار الميلاد في الميناء ودوار النيني، بالإضافة إلى إضاءة شجرة عيد الميلاد في باحة كنيسة مار مارون بحضور شخصيات دينية بارزة، مثل المطران يوسف سويف ومطران الروم الكاثوليك إدوار ضاهر، بالإضافة إلى وجوه طرابلسية من مختلف الأطياف. هذه الأجواء الاحتفالية كانت تعبيرًا عن وحدة النسيج الاجتماعي في طرابلس، مدينة المحبة والسلام، الحاضنة لجميع الأطياف.
مع انطلاقة موسم الأعياد، شهدت المدينة حركة تجارية ملحوظة، حيث أعرب التجار عن أملهم في تعويض الركود الذي أصاب الأسواق نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتعثرة. وقد أعلن العديد منهم عن تخفيضات في محلات الملابس والأحذية لتشجيع حركة الشراء خلال موسم الأعياد.
ولكن، وفي المقابل، لوحظ ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضر والفاكهة بشكل غير مسبوق، وهو ما أثار قلق المواطنين. وقد أرجع بعض التجار هذه الزيادة إلى إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا وصعوبات النقل من بعض الدول المجاورة. هذه الزيادة في الأسعار أصبحت تشكل عبئًا على العائلات اللبنانية، خاصة في ظل الرواتب المنخفضة التي لا تكاد تكفي لسد الاحتياجات الأساسية.
وقد أشار العديد من المواطنين إلى وجود فوضى في الأسعار، حيث تختلف الأسعار من محل إلى آخر، وتستغل بعض المحلات المواسم لرفع أسعار السلع بشكل مبالغ فيه، مما يؤثر سلبًا على المواطنين، وخاصة أولئك الذين يعيشون تحت خط الفقر. على سبيل المثال، ارتفعت أسعار البندورة والخيار إلى أكثر من مئة ألف ليرة لبنانية للكيلو، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة للعائلات ذات الدخل المحدود.
وفي هذا السياق، دعا الناشط السياسي والبيئي بول الحامض إلى ضرورة تدخل وزارة الاقتصاد لمراقبة الأسعار في الأسواق وضبطها، خاصة خلال مواسم الأعياد، حيث يزداد التلاعب بالأسعار. الحامض أعرب عن أمله في أن تعيش طرابلس أعيادًا مجيدة ومليئة بالأمل، وطالب بتكثيف الجهود لتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل المواطنين.
إن احتفالات هذا العام في طرابلس، رغم التحديات الاقتصادية، تؤكد على وحدة المدينة وقدرتها على مواكبة الأعياد بروح من التعاون والفرح، مع تأكيد الحاجة الملحة للمسؤولين للقيام بدورهم في ضبط الأسعار وضمان استقرار الأوضاع المعيشية للمواطنين.