جرائم النظام السوري في سجون صيدنايا: معاناة لا تُنسى وذاكرة جماعية مؤلمة
موضوع السجون السورية، وخصوصاً سجون النظام الأسدي مثل سجن “صيدنايا”، هو موضوع مليء بالآلام والمعاناة التي لا تُعد ولا تُحصى. ما يُعرض من تعذيب وحشي وأعمال قاسية في هذه السجون لا يمكن تصوره، وهو يظل في ذاكرة كل سوري وسورية، سواء من الناحية الإنسانية أو التاريخية.
تعتبر سجون صيدنايا من أكثر السجون شهرة لما ارتُكب فيها من جرائم وحشية بحق المعتقلين. كثير من السجناء عانوا من أساليب تعذيب متطورة ومؤلمة، مثل “المشانق” و”المكابس”، وهي أساليب تسببت في فقدان العديد من الأرواح والآمال. الجثث التي أُجبرت على أن تُحتجز وتُلقى في ظروف غير إنسانية تؤكد مدى التوحش الذي تعرض له المعتقلون.
التسميات التي يُطلقها الناس على السجون، مثل “السجن الأبيض” أو “السجن الأحمر”، أصبحت رموزاً لحجم الفظائع التي ارتكبت في تلك الأماكن. “السجن الأبيض” قد يشير إلى السجون التي يُحتجز فيها المعتقلون لفترات طويلة دون محاكمة أو أمل في الخروج، بينما “السجن الأحمر” يُستخدم في أغلب الأحيان للدلالة على السجون التي يتعرض فيها المعتقلون لأقصى أنواع التعذيب والقتل. هذه التسميات لم تُشَكَّل بشكل عشوائي، بل هي انعكاس مباشر للمعاناة والمأساة التي يعيشها المعتقلون.
الآلام التي تعرض لها السوريون في سجون النظام لا تقتصر على الجرح الجسدي فحسب، بل تمتد إلى الجرح النفسي، حيث يعاني البعض ممن نجوا من التعذيب من اضطرابات نفسية حادة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة المشاهد المروعة التي عاشوها في السجون.
إن الجرائم التي ارتكبها النظام في سجون صيدنايا وغيرها من المعتقلات لن تُنسى أبداً. سيظل هذا الموضوع جزءاً من الذاكرة الجماعية للشعب السوري، ويجب أن يُسجل في التاريخ ليُذكر الأجيال القادمة بفظاعة هذه التجارب، ولكي لا تتكرر مثل هذه الانتهاكات ضد الإنسانية في أي مكان في العالم.