الخبير الإقتصادي د. بول الحامض: الفرص الضائعة في العالم العربي بسبب هروب رؤوس الأموال

في حديثه الأخير، أعرب الخبير في الاستثمارات الدولية الدكتور بول الحامض عن قلقه العميق حيال الواقع الاقتصادي في لبنان والعالم العربي، محذراً من تأثير هروب رؤوس الأموال على التنمية والفرص الاقتصادية الضائعة في المنطقة.

د. الحامض شدد على أن أحد الأسباب الرئيسية لهروب هذه الاستثمارات هو غياب الإصلاحات الحقيقية، مشيراً إلى أن رأس المال العربي يبحث دائمًا عن بيئة آمنة وشفافة للاستثمار.

“لا يمكن أن يكون هناك دعم مالي دون إصلاحات حقيقية”، قال الحامض، معرباً عن أسفه للحالة السياسية في لبنان التي لا توفر الثقة للمستثمرين، مشيراً إلى أن لبنان يحتاج إلى إصلاحات شاملة على مستوى الحكومة وأداء المسؤولين. كما أضاف أن هناك حاجة ماسة لوزارة غير تابعة للأحزاب السياسية لخلق بيئة مستقرة تشجع على الاستثمار وتحسن الوضع الاقتصادي.

وأضاف أن العديد من الدول العربية التي تمتلك رؤوس الأموال تفضل الاستثمار في دول غربية وآمنة أو في دول مثل بلغاريا وأرمينيا على حساب الاستثمارات المحلية، بسبب المخاوف من الفساد والأوضاع السياسية غير المستقرة في بعض الدول العربية. وأكد أن لبنان يمتلك الكثير من الفرص التنموية، لكنه يحتاج إلى ثقة أكبر من قبل المستثمرين المحليين والعرب.

كما تناول د. الحامض في حديثه الوضع في مصر، مشيدًا بالتطورات الاقتصادية هناك، حيث تواصل الحكومة المصرية جهودها لتحسين بيئة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال العربية، مبدياً تفاؤله بمستقبل العلاقات التجارية والاستثمارية بين لبنان ومصر.

وفي ختام حديثه، شدد على أن المستقبل الاقتصادي للبنان يعتمد على إجراء إصلاحات حقيقية في القوانين الاقتصادية، مثل قانون الجمارك والدخل، فضلاً عن ضرورة إنشاء مناطق اقتصادية حرة قد تكون نقطة انطلاق للبنان نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.