ليلة تكريم الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف مع افتتاح معرض قهوة لوز حديث السوشيال ميديا

شهدت جدة يوم السبت الموافق 30 / 12 / 1445 هـ , حفلاً تكريمياً استثنائياً للشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف من تنظيم ادارة مجلة نجمة السعودية الإلكتروني وبالتعاون مع الفنانة التشكيلية رماز تركستاني قائدة فريق مووون آرت , تقديراً وعرفاناً لمسيرته الشعرية في مجال الشعر الفصيح , ومواقفه الإنسانية ودعمه اللافت واللامحدود للشباب في شتى المجالات الأدبية الثقافية والشعرية .

في التفاصيل :

استقبلت الفنانة التشكيلية رماز تركساتي ( قائدة فريق موون آرت ) الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف وضيوفه الكرام بـ اسمى عبارات الترحيب والتقدير والإحترام , ثم جالت بهم داخل معرض قهوة لوز , وقدمت لهم شرح مفصل عن المعرض واركانه وفعالياته المتنوعة

و بعد الجولة التعريفية داخل المعرض انطلقت الأمسية الشعرية التكريمية التي أدارها الشاعر وهج الحاتم بمشاركة الشاعرة دلال راضي , وشارك فيها عدد من الشعراء بمداخلات اضافت للأمسية إيجاباً , وزادت من جمالها وحماسها , و قدم خلال الأمسية الدكتور عبدالله بن صالح الشريف عدد من القصائد الشعرية التي اثارت اعجاب الحضور وحركت مشاعرهم و زادت من تفاعلهم واعادت الى شريط ذكرياتهم اجمل المواقف والقصص المتعلقة باللغة العربية الفصحى منها قصيدة لُـغَــةُ الـبَيَـــان

لُغَةُ البَيانِ وجوهرُ التّبيينِ
فِي كلِّ لَفظٍ بِالحُروفِ مُبينِ 



لُغَةٌ لَهَا فَوقَ اللُّغاتِ مَكانَةٌ
تَسمُو بِها فِي النُّطقِ والتَّدوينِ



شَرُفَت بِآيٍ فِي الكِتابِ مُسَطَرٍ
لمَّا استَوَت بِبِنائِها وفُنونِ



مُتَحَدِيًا فِي كلِّ بابٍ مُعجِزٍ
بَهَرَ العُقولَ فَسَلمَت بِيمينِ



وعَلا عَلَى الفُصَحاءِ فِي تبيَانِهِ
فاهتَزَّ عَرشُ المُصقِعِ المَفتونِ



وبحِكمةِ المُختَارِ لَفظٌ جَامِعٌ
نورٌ يُضِيءُ لِغافِلٍ وفَطِينِ



لُغةُ البَيانِ فَليسَ ثَمَّةَ مِثلُها
إن رُمتُ أُظهِرُ رَغبَتِي وحَنينِي



فبها أُعَبِّرُ عَن مَواجِعِ  أُمَّتِى
الحِبرُ دَمعِي والدَّواةُ عُيونِي



وبِها أُحَبِّرُ فِي الخِطابِ مَقَالَتِي
وبِها أُتَرجِمُ عَن جَوَىً مَدفونِ



وبِها أُتَمتِمُ عَن لَواعِجِ خاطِرِي
وبِها أُبَيِّنُ لَهفَتِي وفُتُونِي



وبِها أُنَمِّقُ بالجَمالِ قَصائِدِي
وبِها نَثرتُ عَلَى البَياضِ فُنونِي 



وبِها أتَتنا نَفحَةٌ أدَبيَّةٌ
من كلِّ فَنٍّ مُتقَنٍ ورَصِينِ



وِبها نُطَوِّفُ فِي عقولِ جَهابِذٍ 
سبَقوا بِعلمٍ واضِحٍ، ومُتُونِ



عَرَبيَّةٌ حَفِظَ الكِتابُ مَكانَها
عَبرَ العُصورِ إلى قِيامِ الدِّينِ



نُقِلَت إلينَا كاللُّجَينِ نَقاؤهَا
مَن ذا رَأى فِي الصَّفوِ مِثلَ مَعِينِ



فَهوِيَّةُ الإنسانِ حِفظُ لِسانِهِ
مِن كلِّ لَفظٍ بائِسٍ ومَهِينِ



يا أمَّةَ القُرآنِ صونِي مَجدَها
لِتكونَ عِزَّا فِي الوَرَى .. فَتَكونِي

وفي الختام ألقت الإعلامية عفاف عالم ( رئيس مجلس إدارة مجلة نجمة السعودية ) للنشر الإلكتروني كلمة عبرت فيها عن سعادتها البالغة بتكريم مسيرة الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف , واعتبرت هذا التكريم وسام شرف للمجلة , متمنية للشاعر د. عبدالله مزيداً من التألق والنجاح والإستمرارية في العطاء , كما شكرت الفنانة التشكيلية رماز تركستاني قائدة فريق مووون آرت على تعاونها مع إدارة مجلة نجمة السعودية وكل من حضر و ساهم في إنجاح الحفل واسعاد الشاعر ليلة تكريم مسيرته الشعرية في ايسو كافي لو برستيج مول جدة

ثم قامت بتكريم الشاعر بدرع تذكاري تقديراً لعطاءاته وإسهاماته وبصمته المميزة في مجال الشعر الفصيح , وكذلك كرمت قائدة فريق مووون آرت الفنانة التشكيلية رماز تركستاني ونائبتها الفنانة التشكيلية لمى الغامدي على دورهم البارز في إنجاح ليلة تكريم الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف , وقدمت شهادات الشكر والتقدير للشاعر وهج الحاتم والشاعرة دلال راضي و لجميع المشاركين في معرض قهوة لوز بلوحات فنية ورسم حر واعمال يدوية : الفنان التشكيلي عمر مرزوقي , الفنان التشكيلي عماد الصحفي , الفنانة التشكيلية بلقيس بن صقر , الفنانة التشكيلية مارية سبع الليل , الفنان التشكيلي نواف بن خالد , الفنان التشكيلي سلطان العثمان , الفنان التشكيلي سيف القحطاني , الفنانة التشكيلية رنا شلبي , الفنانة التشكيلية طيف غنيم , الفنانة التشكيلية مروه مناع , الفنانة جمانه مرغلاني , الفنانة ساميه محمد محارب , الفنانة ألفت أحمد , الفنانة هديل معروف , الفنان نواف الحربي , الفنانة ندى عبدالله , الفنان التشكيلي إبراهيم سبع الليل , الفنانة التشكيلية نجاة اسماعيل , الفنان التشكيلي أيمن بديوي , الفنان التشكيلي ابراهيم انديجاني , الفنان التشكيلي عزام عقل , الفنانة التشكيلية هوازن نديم .

وبدوره قال الدكتور عبدالله بن صالح الشريف :
أشكر الأخت الكريمة د. عفاف عالم صاحبة مجلة نجمة السعودية الإلكترونية على هذا التكريم .. وعلى حسن الاستقبال والاحتفاء , واشكر الفنانة الراقية أ. رماز تركستاني على حسن الاستقبال وتلك الجولة الجميلة على المعرض الفني والأعمال اليدوية , كما اشكر الشاعرة القديرة أ. دلال راضي التي شاركتني الأمسية الشعرية وزادتها جمالا ووهجا بإبداعاتها الشعرية , و شكرا لمقدم الأمسية الشعرية أ. الشاعر وهج الحاتم ومشاركاته الشعرية الجميلة , وكل الشكر للإخوة والأخوات والأصدقاء الذين أكرموني بحضورهم وتهنئتهم .. شكرا لهم فردا فردا كل باسمه , وشكر خاص لمعرض قهوة لوز كوفي ايسو لو برستيج مول بجدة على حسن التنظيم والاستقبال , بارك الله فيكم وفي جهودكم ..
أقول :

شـكرا لكـم يــا إخـوتي ورفــاقي

      “شـكرا لكم من أعمـقِ الأعمــاقِ”

ولســائر الإخوان في وقفــاتهــم

      والـتهنئــاتِ وعـــاطرِ الأشـــواقِ

ثم اعذروني فـي الثــناءِ مفصـلا

      فمكانُكـم في القلــبِ والأحــداقِ



جدير بالذكر ….

معرض قهوة لوز المعرض الثاني لنادي فن القمر , من تنظيم الفنانة التشكيلية رماز تركستاني , التي قالت في كلمتها الخاصة عن المعرض :

من عاداتنا وتقاليدنا ان نقدم قهوة لوز ( القهوة الحلوة ) بمناسبة العام الهجري الجديد , لذلك قررنا ان نقدم من خلال هذا المعرض اعمال فنية حرفية صنعت بكل حب وفرح وسعادة , تشبه مشاعرنا الصادقة في كل عام هجري جديد .

وأضافت : قهوة لوز هو المعرض الثاني لنادي فن القمر , شاركت من خلاله بثلاث اعمال فنية اثارت اعجاب الحضور من المهتمين والمتذوقين للفنون البصرية , وجديدنا القادم معارض بمواضيع مختلفة و فريدة مع إقامة ورش و دورات وإنتاج أعمال متميزة من إبداع أعضاء نادي فن القمر تحت منصة هاوي .

اشكر جميع المشاركين في المعرض من متطوعين ومصورين خلف الكواليس , وكل من حضر ولبى دعوتنا , وشكر خاص لإدارة مجلة نجمة السعودية الإلكتروني على الأمسية الشعرية التي اضافت ايجاباً لفعاليات المعرض , و شارك فيها الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف , الشاعر وهج الحاتم , الشاعرة دلال راضي .

النبذة التعريفية عن الشاعر د. عبدالله بن صالح الشريف

ولد في قرية الشرائع العليا التي تبعد عن مكة المكرمة حوالي خمسة وعشرين كيلا على طريق مكة المكرمة ـ السيل، وهي قرية هادئة وادعة جميلة فيها البساتين والعيون والمزارع، وكثير من معالم الحضارة مثل المقاهي والمحال التجارية ومحطات الوقود والمراكز الحكومية بأنواعها عندما كان الطريق السريع يمر من خلالها .. اندثرت تلك المعالم الحضارية بعد أن أتى إلى الدنيا بزمن يسير بسبب تحول الطريق عنها ولم يبق إلا آثارها التي تثير في النفس شيئا من الإعجاب والتساؤلات والوقوف عليها ..

كبر وترعرع في بيت شعبي متواضع بجوار منزل جده وجدته لأمه الشاعرين الذين كان يسمعهما يرددان الشعر العامي بأنواعه ويقولانه ويتحاوران به، ولما تعلم القراءة والكتابة كانا يطلبان منه كتابة أشعارهما في دفاتر للاحتفاظ بها .. فَقَد تلك الدفاتر مع ما فقد من مسوداته ودفاتره .. وكذلك المجتمع القروي الذي عاش فيه كله تقريبا يردد الشعر العامي ويتغنى به .. فمنهم من يقوله ومنهم من يحفظه، فتأثر بهذه البيئة وبدأت موهبة الشعر تظهر عنده منذ المرحلة الابتدائية إذ كان يحاول كتابة البيت والبيتين؛ بل القصيدة أيضا على نسق ما يسمع من أجداده ومن مجتمعه .. وكبر اهتمامه بالشعر لما وصل للمرحلة المتوسطة والثانوية فقد كان يقرأ في بعض دواوينه ويحضر المحاورات الشعرية في مناسبات الزواجات التي يدعى إليها في قريتهم والقرى المجاورة وقاعات الأفراح في مكة المكرمة .. وكان يدون كثيرا مما يقوله من الشعر العامي، وكذلك النزر اليسير من الفصيح ..

لما تخرج في كلية اللغة العربية وآدابها بالجامعة تحول تماما إلى الشعر الفصيح بعد نصيحة من أخيه وصديقه الدكتور محمد بن حسين الحارثي الشريف الذي تعرف عليه في المدرسة المتوسطة التي كان يتدرب فيها على تدريس اللغة العربية عام 1416 هـ، وهو معلم اجتماعيات ورائد نشاط نشيط جدا، فكان يسمِعه قصائده العامية هو وبقية الزملاء في وقت فراغهم من الحصص .. ولكنه قدم له نصيحة في إحدى زياراته له في منزله بمكة المكرمة بأن يكتب الشعر الفصيح ، خاصة أنه قد تخصص في اللغة العربية وعلومها وآدابها وكان ذلك في عام 1418 هـ، فترك الشعر العامي بالكلية واتجه للفصيح .. ثم دعاه ذات مساء ليحضر معه أمسية شعرية بنادي مكة الثقافي الأدبي، فكانت تلك بداية تواصله وارتياده نادي مكة، وغيره من الأندية الأدبية الثقافية .. ليحضر ما يعقد فيها من أمسيات شعرية ومحاضرات ولقاءات متنوعة ..

و في عيد الفطر سنة 1418 هـ كتب أول قصيدة فصحى متكاملة في حفل استقبال أشراف مكة لأبناء عمومتهم من أشراف منطقة جازان الذين أتوا لمعايدتهم .. منها :

قفا واخبراني عن ضياء رأيته
يحاكي شعاع الشمس لاح من الأفق
ضياء نجوم بل بدور تكاملت
وزادت بهاء عن نجوم من الشرق
فلـما دنـا مـن  ناظـريَّ  إذا به
وجـوه رجـالٍ إنهم أشرفُ الخـلقِ
وجـوه رجـالٍ من سلالـةِ هاشم
فحبُّهمُ في القـلبِ يـزدادُ في العمقِ
فيـا مرحبـاً أهلا إلى خير موطنٍ
إلى منبعِ  الإيمانِ و النورِ والعتقِ

واستمر إلى اليوم في كتابة الشعر الفصيح ، وقد ترك الشعر العامي .. ونشر كثيرا من قصائده الفصحى ومقالاته , و ينصح من يكتب الشعر العامي من المتمكنين من اللغة العربية وآدابها أن يتركوه ويتوجهوا لكتابة الشعر العربي الفصيح فهو الأفضل والأجود والأجمل وفيه نصرة للغة القرآن الكريم .