انطلاق فعاليات “مهرجان الفيلم اللبناني” في كندا بدورته ال 8 بتكريم الفنانين ريتا حايك وبديع ابو شقرا
انطلقت فعاليات “مهرجان الفيلم اللبناني” في كندا LFFC / FFLC بدورته الثامنة، التي بدأت في مدينة مونتريال، وحملت شعار “العيش سويا من خلال الفن السابع”، بتكريم الفنانين اللبنانيين ريتا حايك وبديع ابو شقرا اللذين وصلا من لبنان للمشاركة في هذا الحدث الفني، في حرم جامعة كونكورديا.
حضر الحفل الذي رعاه قنصل لبنان العام انطوان عيد، منظما المهرجان هاي لاف حدشيتي ووسام لحود، الممثلة الكندية ماكسيم روي، رئيسة غرفة التجارة اللبنانية الكندية ليليان نازار، القائم بأعمال العمدة عضو بلدية مون رويال انطوان طيار، أعضاء بلدية لافال: ألين ديب، ساندرا الحلو وراي خليل، وحشد من ابناء الجالية اللبنانية.
بداية النشيد الوطني والنشيد الكندي، ثم عرض فيلم وثائقي عن محمية الشوف.
عيد
وقال عيد: “السينما اللبنانية كنز ثقافي حقيقي يستحق الاحتفال والترويج له في جميع أنحاء العالم، ويعتبر مهرجان الأفلام اللبنانية فرصة فريدة لتسليط الضوء على مواهب المخرجين اللبنانيين، ولتعريف الجمهور بأعمال سينمائية غنية ومتنوعة، كما أنه فرصة لتعزيز التنوع الثقافي وتشجيع التبادل بين الثقافات المختلفة”.
اضاف: “أشكر العمل والشغف، العزيمة والمثابرة، الالتزام والنجاح لمؤسِسَة مهرجان الأفلام اللبنانية السيدة هاي لوف حدشيتي، كما كل اللجنة والمتطوعين الذين يبرزون السينما اللبنانية ويساهمون في إشعاع الثقافة اللبنانية في جميع أنحاء العالم”.
وتابع: “أهلا وسهلا بضيوف الشرف ريتا حايك وبديع ابو شقرا، هؤلاء النجوم من لبنان، سفراء الثقافة اللبنانية الذين يظهرون جمال وغنى هذا البلد وكذلك التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يواجهها”.
واردف: “بصفتي محبا ومتابعا للسينما اللبنانية، من المهم دعم مهرجان الفيلم اللبناني من خلال حضوره وتشجيع المخرجين اللبنانيين على الاستمرار في إنتاج أعمال ذات جودة عالية، ولنذكّر أن السينما وسيلة قوية للتوعية والتغيير، ومن الضروري دعمها لكي تستمر أصوات الفنانين اللبنانيين في الوصول إلى جميع أنحاء العالم وتعزيز تراثنا الثقافي الفريد”.
حدشيتي
بدورها، قالت حدشيتي: “هذه الأفلام ليست مجرد قصص، إنها نوافذ مفتوحة على ثقافات وآراء وتجارب مختلفة. إنها تتحدانا، تلهمنا وتذكرنا بإنسانيتنا المشتركة”.
اضافت: “يُعد هذا المهرجان منصة للمخرجين المخضرمين والناشئين، مما يتيح لهم مشاركة رؤاهم وأصواتهم، إنها فرصة لنا للاحتفال بالإبداع والابتكار والإمكانات غير المحدودة للسرد القصصي. لدينا الشرف أن نشهد المواهب الرائعة والشغف الذي يتمتع به هؤلاء المخرجون، وأنا على يقين بأن أعمالهم ستترك أثرا دائما فينا جميعا”.
وشددت على أنه في “عالم غالبا ما يكون منقسما، تتمتع السينما بالقدرة الفريدة على سدّ الفجوات، وتعزيز الفهم وإثارة المحادثات، إنها وسيلة قوية تتجاوز الحدود وتربطنا بعمق”.
لحود
وتوقف لحود عند “أهمية السينما وقوتها في تجاوز الحدود واللغات”، مشيرا الى أنها “تتمتع بقدرة هائلة على ربط الناس من خلفيات متنوعة، وتعزيز التفاهم والتعاطف”.
وقال: “في عالم غالبا ما ينقسم بفعل الاختلافات، وفي وقت يشهد فيه كوكبنا أقسى أشكال الظلم من إبادات جماعية وتهجير وتطهير عرقي في أماكن مثل فلسطين، السودان، الكونغو، ونيجيريا، تسعى السينما لتكون صانع سلام، فهي توفر منصة للمصالحة، مما يسمح لنا برؤية العالم من خلال عيون بعضنا البعض ورفض خطاب الكراهية بجميع أشكاله”.
اضاف: “كان الفنانون اللبنانيون منذ فترة طويلة في طليعة هذه المقاومة الثقافية، تعكس أعمالهم النسيج الغني لتراثنا وتعمل كجسر بين الثقافات. هؤلاء الفنانون هم صانعو التغيير يستخدمون إبداعهم لتحدي الصور النمطية، وإشعال المحادثات، وتعزيز السلام في المنطقة وخارجها”.
وتابع: “في جمعية مجتمع بيروت السينمائي، نريد من شباب لبنان أن يفهموا أن لبنان هو أكثر من مجرد أرض جغرافية. تمتد حدود لبنان إلى ما هو أبعد من الجغرافيا، نحن متجذرون في هذه المنطقة بدور كبير نحمله، حاملين رسالة السلام والمصالحة، رسالة اللقاء. هذه هي ثقافتنا، بجذورها الشرقية وبُعدها العربي، فهي تحمل العمق الشرقي والتأثير الغربي، بالإضافة إلى تنوع الإيمان المسيحي والإسلامي”.
وقال: “شباب لبنان قادرون على التفاعل مع جميع الثقافات، وتأثير ثقافتنا على الناس لا حدود له. ان شباب لبنان، ولا سيما الفنانين، مدعوون للعب هذا الدور كل يوم، ويُطلب منهم عدم التراجع عن هذه المهمة، مهما كانت صعبة”.
اضاف: “كانت جمعية بيروت السينمائية أساسية في دعم هؤلاء الفنانين، وخلق الفرص لأولئك الذين يريدون البقاء، وتزويدهم بالموارد والمنصات التي يحتاجونها للنجاح. في مواجهة التحديات العديدة، أظهرت الجمعية صمودا لا يتزعزع، مدافعة عن قضية السينما اللبنانية وضمان استمرار قصصنا في أن تُروى”.
وتابع: “رؤيتنا للبنان صديق للسينما هي رؤية حيث يتم تعزيز الإبداع ويمكن لصناعة السينما أن تزدهر، مما يسهم في النمو الثقافي والاقتصادي. فوسط كل هذا الفوضى العالمية، نظل ملتزمين بالقيم التي نعلمها لطلابنا وأطفالنا بشأن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحمي الإنسانية”.
واردف: “كفنانين، نرفض أن نخون ثقافتنا وذاكرتنا، وأن نصبح شهود زور على الظلم الذي نشهده يوميا. وندعو شركاءنا الدوليين في العالم الحر إلى الحفاظ على هذا الإرث الإنساني، ورفض المعايير المزدوجة، وإعادة التأكيد على صلاحية الاتفاقيات الدولية”.
وختم: “دعونا نحتفل بصمود وإبداع صانعي أفلامنا، ونواصل دعم جهودهم في بناء صناعة حقيقية”.
دروع
وتم تقديم الدروع للفنانين المكرمين باسم “مهرجان الفيلم اللبناني” على هيئة ورقة الاسفندان تقديرا لعطاءاتهم الفنية المميزة.
برنامج المهرجان
ويجوب مهرجان الفيلم اللبناني هذا العام، وهو واحد من أكبر المهرجانات في العالم المخصص لعرض الأفلام اللبنانية والعالمية، أربع مدن عبر البلاد هي: مونتريال (من 1 حتى 6 حزيران)، العاصمة الكندية اوتاوا (من 7 حتى 11 حزيران)، على ان يكمل البرنامج جولته في تورنتو (من 7 حتى 11 حزيران) فانكوفر (من 20 حتى 23 ايلول) وهاليفكس (من 7 حتى 11 تشرين الثاني) ويتضمن عروض تسعة أفلام طويلة منها “ع مفرق طريق”، “هردبشت” platon seven، low Budget ،My dad، و”وحشتيني”، “المزرعة” “وادي المنفى”، “يانال”، وما لا يقل عن 22 فيلما كما العديد من المؤتمرات وورش العمل والمقابلات ومناقشات فردية مع صانعي الأفلام من لبنان وكندا وأماكن أخرى منها سام لحود، هيام ابو شديد سابين قهوجي، بشارة عطالله وغيرهم.