لبنان

قضية الشيخ الرفاعي: مصيره مجهول وسيّارته موجودة

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

دخل اختفاءُ الشيخ أحمد شعيب الرفاعي يومهُ الخامس من دون أي جديد يُذكر في ما خصّ معرفة مصيره، وبالتالي من هي الجهة التي خطفته، بعدما باتت معظم الروايات غير الرسمية ترجّح هذه الفرضية.

عائلة الشيخ المختفي التي تنتظر خبراً يُطمئن قلبها، لا تريد أكثر من معرفة مصيره، وهي تطالب الأجهزة الأمنية في الدولة بالعمل على إعادته إلى كنفها وتتمنّى أن يكون على قيد الحياة. يعيشون على نار، من الأم إلى الأب والأولاد والزوجة والأقرباء، وعموم أهالي بلدة القرقف. وقد تحوّلت قضيّته قضية رأي عام، لكن في بيته الصغير، ثمّة من ينتظر عودته المرجوّة بكلّ أمل، والدموع تُغرق العيون والأسى يعتصر القلوب.

الوالدة ومنذ الإثنين لا تتوقّف عن البكاء. تقول الحاجة فاطمة لـ»نداء الوطن»: «إبني الشيخ أحمد من أطيب الناس وكان يساعد الفقير والمحتاج من جيبه. ماذا يريدون منه؟ لماذا لم يسمحوا لإخوته بالإطّلاع على تسجيلات الكاميرات؟ أين الدولة والأجهزة من شيخ ومواطن مجهول المصير منذ قرابة الأسبوع؟».

أمّا زوجته ميساء، وقد تحلّق حولها أولادها والحزن يلفّ الجميع، فقالت: «شارفنا على أسبوع على قضية اختفاء زوجي، وليس هناك من يطمئننا عن مصيره. الأولاد يريدون أن يعرفوا مصير أبيهم ونحن كذلك. ما هذا البلد الذي لا يستطيع فيه أي مواطن التجوّل بحريّته؟ زوجي كان مدرّساً في قطر وكنّا نعيش بأمان. أراد العودة إلى بلده ليعيش فيه لأنّه يحبّه، أهكذا يكافأ من يحبّ بلده؟». أما والده الحاج شعيب الرفاعي فيقول «هناك شخص اتّصل به ودعاه إلى اجتماع وهذا الشخص يجب أن تعرفه الأجهزة الأمنية لأنّه ربّما هو من استدرجه إلى ما حصل معه».

إبنته رغد أشارت إلى أنّها آخر من تحدّث إلى والدها قبل الإنطلاق نحو طرابلس «وكان بكامل أناقته، وطلب منّي إبداء رأيي بملابسه، ثم ذهب وقصّ شعره وأكّد لي أنّه بصدد تقديم محاضرة في مخيّم، لكنّني لا أدري، هل في مخيّم البارد أم في مخيّم البدّاوي؟».

في مسجد أحمد الرفاعي الكبير بجوار منزل المفقود حيث تقام خطبة الجمعة، لم يؤمّ الشيخ أحمد المصلّين هذه المرّة كما اعتاد ذلك في خطبٍ كثيرة سابقة، بل خطب الشيخ عبد الرحمن الرفاعي وقال: «نريد أن نعرف مصير الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، ونحن طلّاب دولة ولكننا أيضاً طلّاب عدالة، والمطلوب اليوم العدالة للشيخ أحمد الذي نسأل الله أن يكون سالماً وأن يعود إلى أهله غانماً».

المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه لجنة متابعة قضية الشيخ الرفاعي لم يحمل أي مستجدّات حول مصيره، بل حمل المطالب نفسها إلى الأجهزة الأمنية بضرورة الإسراع في كشف اللثام عمّا حصل، ولم تخرق رتابته إلا ما أعلنه رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي، حين قال: «… إننا تجاوزنا حالة الخلاف السياسي الذي كان بيننا في السابق ونحن لا نطالب إلا بالحقيقة والعدالة له. ومنعاً للمصطادين بالماء العكر، أنا من أكثر المعنيين به وبكشف مصيره، ولكلّ من يرمي الكلام جزافاً على وسائل التواصل الإجتماعي أقول: أنا مستعدّ للتنازل عن حصانتي كشيخ وكرئيس بلدية وأن أذهب إلى التحقيق إذا كان ذلك يخدم قضية الشيخ أحمد فكفى مزايدات لا تخدم قضية الشيخ أحمد».

وبينما كان اللقاء على خواتيمه أُعلن أنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي قد عثر على سيارة الشيخ أحمد وهي من نوع هوندا crv الأمر الذي ترك بعض الارتياح في النفوس بإمكانية الوصول إلى الحقيقة في قضيته.

وقد أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه مفتي عكّار الشيخ زيد بكّار زكريا في السراي الحكومي أمس أنّه على تواصل مستمرّ مع الأجهزة الأمنية في سبيل كشف ملابسات هذه القضية وعودة الشيخ الرفاعي سالماً.

من جهته، عرض المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مكتبه، مع ممثّل مفتي الجمهورية الشيخ خلدون عريمط ومفتي عكّار ووفد من المشايخ وأفراد عائلة الشيخ الرفاعي، آخر المعطيات والظروف التي رافقت عملية إختفاء الشيخ، كما تمّ التشديد على بذل الجهود اللازمة لإماطة اللثام عن هذه القضية.

وكان مصدرٌ في أمن الدّولة أوضح أنّه لا يوجد في المديريّة العامّة لأمن الدّولة أيّ موقوفٍ من دون وجود مسوّغٍ قانونيّ، كما أنّه لم يتمّ توقيف أيّ شخصٍ خلال الأيّام القليلة الماضية وكما دائماً، إلّا بعد الاستحصال على الإشارة القضائيّة المطلوبة.

“نداء الوطن”-مايز عبيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى