ترشيشي يهلل للمطر.. «كلها خير»
لطالما اشتهر لبنان بغزارة الأمطار وكثرة الينابيع، حتى باتت المياه أحد كنوزه الطبيعية بدون رَيبة! لكن هذه النعمة سرعان ما تحوّلت إلى نقمة بعدما أصبحت هذه الأمطار تذهب هدراً إلى البحر وتطوف عابثةً بالطرقات… حتى بات المواطن يبحث لاهثاً عن نبع أو بئر يَقيه بليّة العطش والشَحّ. ومع توالي العواصف الثلجية وارتفاع منسوب الأمطار هذا الموسم، لا بدّ من السؤال عن مصير الأراضي الزراعية ومنتجاتها في فصلٍ تعدّدت مفاعيله هذا العام مذكّراً بسنوات خيرٍ مضت…“المزروعات في أمَسّ الحاجة إلى هذه الأمطار”، بهذه العبارة يعبّر رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي عن منافع الأمطار المتساقطة، الغزيرة منها والمتقطّعة، مشيراً إلى أن “المعدل العام للأمطار ارتفع هذه السنة حوالى 30 في المئة عن المعدل السنوي، وزاد ضعفَي ما كان عليه العام الفائت، وهذا أمر إيجابي جداً للزراعة”.
ويؤكد أن “لا ضرَرَ من هذه المتساقطات على الإطلاق، بل تحمل كل خير إلى المزروعات والينابيع والأنهر… كما أنها تقتل الجراثيم المنتشرة في الطبيعة وتُزَخَّر في الآبار الأورتوازية ليرتفع منسوب المياه فيها، لتكون حاجة ماسة في فصل الصيف”.وفي معرض “دفاعه” عن متساقطات المطر، يقول “قد يطوف النهر في بعض المناطق فتتأذّى المزروعات، وذلك يعود إلى إهمال المزارع من جهة، والتعديات على ضفاف الأنهر من جهة أخرى. كما أن البيوت البلاستيكية قد تتضرّر من غزارة الأمطار، لكن يجب ألا ننسى أن مثل هذه الزراعات تتم “بالقوة” وتُنتِج رُغماً عن الطبيعة”، لافتاً إلى أن “المزروعات البقاعية في منأى عن أي ضرر في موسم الشتاء، لكون الإنتاج يبدأ في الشهر الخامس من السنة، وبالتالي لم تحدث أي أضرار في سهول البقاع”…”الطبيعة لا تتعدّى علينا إطلاقاً” يجزم ترشيشي، “فالأمطار تتساقط اليوم في أوانها، لكن اللبنانيين نَسوا طبيعة الشتاء نظراً إلى مواسم الجفاف التي مرّت على لبنان سابقاً. في حين أن الأمطار هي هديّة مجانية من الله للمزارع. كما أن يوم المطر هو عطلة المزارع يستريح فيها من تعب العمل ويُمضي بعض الوقت مع عائلته قبل بدء موسم الإنتاج والقطاف”.وبعيداً عن أمطار الموسم، استجدّت مشكلة البطاطا المصريّة المهرَّبة عبر مرفأ بيروت، الأمر الذي يتطلّب توضيحاً من ترشيشي قائلاً: سبق وأصدر وزير الزراعة قراراً بإدخال البطاطا المصريّة إلى لبنان في أول شباط المقبل، لكن هناك كميات منها بدأت تدخل لبنان عبر تهريبها داخل الحاويات المستورَدة من مصر في مخالفة فادحة للقرارات الرسمية الصادرة والقوانين المرعية… وضعنا وزير الزراعة في صورة ما يجري وتلقينا وعداً منه بملاحقة هذا الموضوع ومعاقبة المهرِّبين.ويشير ترشيشي إلى أن “تهريبها عبر المرفأ إن دلّ على شيء فيدلّ على غياب المراقبة والتفلت القائم عند المراكز الجمركية…. حتى أن إخواننا المصريين كيف يسمحون بتصدير بضائع غير مسجّلة ورقياً!؟ هذا أمر غير مستحَب ومستنكَر… لذلك ندعو إلى إنزال أشدّ العقوبات في حق المهرِّبين لرَدع كل مَن تسوِّل له نفسه تهريب منتجات زراعية قبل أن موعد سَماح الدولة اللبنانية باستيرادها”.
ميريام بلعة _المركزية