إطلاق مشروع الدِّعم النفسي الاجتماعي للأطفال وَمُقَدّمي الرعاية في حالات الطوارئ والأزمات في الجنوب – خطوة KHOUTWA.
أقامَت وزارة الشؤون الاجتماعيَّة بالشراكة مع مُنَظَّمَة اكسبرتيز فرانس وَمُؤسَّسة شيلد، حفل إطلاق مشروع الدِّعم النفسي الاجتماعي للأطفال وَمُقَدّمي الرعاية في حالات الطوارئ والأزمات في الجنوب – خطوة KHOUTWA في مركز جمعيَّة مواساة في صيدا. برعاية وحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعيَّة د. هكتور الحجّار، وَبَحُضور كُلّ مِن رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابيَّة النَّائِب الدّكتورة عناية عز الدين، النَّائب ميشال موسى، النَّائب علي عسيران، رئيس رابطة مخاتير قضاء جزين السيِّد جوني حداد، المسؤولة عن برامج التدخُّل الإجتماعي في مُؤسَّسة شيلد السيِّدة إيفا حمصي، نائِب رئيس جمعيَّة الاعتناء بالأُمّ والطّفل السيِّدة ديانا زين، الإختصاصيَّة في العمل الإجتماعي وَمُنَسِّقَة مشروع “خطوة” في وزارة الشؤون الاجتماعيَّة السيِّدة ندى كفوري، بالإضافة إلى نُخبة مِن الشخصيَّات السياسيَّة والثقافيَّة والإجتماعيَّة ومُمَثّلين عن اتحاد البلديات في صيدا ومناطق الجنوب ومخاتير وجمعيَّات وهيئات المجتمع المدني والمحلي .
بعد كلمة الترحيب من المستشارة الإعلاميّة للحجَّار السيّدة سمر معلوف، تَحَدَّثَ الوزير الحجَّار عن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الجنوبيون على الشريط الحدودي جرَّاء الحرب المُستمرّة منذ نحو ثلاثة أشهر، مُشَدّدًا على أهميَّة “دعم الجنوب وأهله بِكُلّ السُّبُل” حيث قال: “كوزارة شؤون اجتماعية وبعد ثلاثة أشهر من الاضطراب والحرب على لبنان، نحاول أن نقوم بإستجابة طارئة للبنانيين وخصوصاً الجنوبيين، وهي على مستويات عدة وبطريقة تصاعدية، حيث بدأنا منذ اليوم الأول بزيارة ميدانية ونعمل تحت مِظَلَّة من يعمل في الحكومة لهذه الاستجابة، فوزارة الشؤون كما وزارة الصحة لكل منهما الدور الاساسي في الاستجابة وطبعاً المؤسسات الدولية لها دور أساسي في الاستجابة والسلطات المحلية من اتحاد بلديات وبلديات ومحافظين لهم دور أساسي أيضًا في الاستجابة”.ولَفَتَ إلى أنَّ “المرحلة الاولى كانت زيارة لاستِطلاع الوضع.
ووضعنا الحالي في الجنوب يختلف عن كل الاوضاع وبالتأكيد يختلف عن العام 2006. في الـ2006 كان هناك حرب وتدمير وتهجير،أمَّا اليوم فالحرب هي باردة وساخنة في نفس الوقت. هناك عملية تهجير مُمَنهجة، وهناك قسم كبير من الناس لا زال صامداً في الارض والقسم الثاني انتقل إلى مراكز إيواء. وخبرة ال2006 لا زالت معه فهو لا يريد أن يقيم في مراكز إيواء، والأمر الثالث هو التعاضد والتضامن المجتمعي والقرى التي استقبلت عائلات في بيوتهم. اذاً أصبح لدينا ثلاث فئات، الفئة الموجودة على الارض التي تريد أن تبقى وتموت في أرضها، والفئة الثانية الناس المتواجدة في مراكز إيواء، والثالثة المتواجدة عند العائلات، حاولنا أن نقوم بدعم قدر المستطاع في المرحلة الأولى من معونات ودعم مواد غذائية وطحين، وحاولنا أن نُطَوّر الخطة وأن نقوم بمقاربات”.أضاف: “اليوم وبعد ثلاثة اشهر هذا الحمل الكبير من الحرب التي تستنزف قدرات الناس وقد رأيتم في آخر يومين علامة جديدة من هذه الحرب الباردة ويتم قتل الناس بطريقة باردة، لكن كل المجتمع يعيش اليوم قلقاً كبيراً حيث القسم الأكبر لا يعرف كيف يتعاطى مع هذا القلق وخصوصاً الأطفال والعائلات التي تركت بيوتها ومردودها صفر. هم أيضاً لديهم صعوبة في التعاطي مع المشاكل التي تواجههم لذلك اخذنا قراراً مع شركائنا الفرنسيين “اكسبرتيز فرانس” ونشكرهم لأنّهم دعمونا مادياً، فأوضاعنا صعبة، وأخذنا القرار مع المجتمع المحلي و”شيلد” ومراكز الوزارة بأن ندعم كل الجنوب ونحن ندعم الجنوب يعني نعتبر أنّ كل شيء يبدأ من صيدا من نهر الاولي حتى آخر الجنوب لأنّ صيدا بوّابة الجنوب وهي تتحمّل ما لا يتحمله أحد عندما يكون هناك مشاكل”.واعتبر أنَّ المشروع هو “خطوة من الوزارة من أجل الناس والمطلوب من الناس القيام بخطوة تجاه السيارات النقالة التي ستكون بين صيدا وجزين ومنطقة النبطية وحاصبيا ومرجعيون إلى منطقة بنت جبيل ومنطقة صور وهذه السيارات مُزَوَّدة باختصاصيين وفريق عمل، وهذه الخطوة من الوزارة تجاه الناس ليبدأوا بمعالجة وضعهم والقيام بخطوة تجاه هذه المراكز، ونحن لم نذهب إلى مراكز ثابتة لأنَّنا نعرف أنّ هناك صعوبة ومخاطر في التنقل في المناطق وأيضًا لدينا صعوبة مادية للتنقُّل وهذا العمل مُنَسّق في ما بيننا ووزارة الصحة واتحاد البلديات وما بين الجمعيات القائمة على الأرض وما بين كل المؤسسات الأجنبيَّة والمحليَّة”.
وخَتَم كلمته مُتَمنّيًا “أن نكون بكل العمل المطلوب في خلال الستة اشهر، وطبعا سيكون لدى هذا المشروع محطات تقويم حتى نستطيع أن نطوّر وأن نعطي استجابة حقيقية، ويبقى كل ما نقوم به من مشاريع في الجنوب قليل أو بالكاد باستطاعتها أن تُغَطّي هذه الثغرة الكبيرة التي نعاني منها. ولدينا مبادرات لدعم الصحة النفسية على مستوى الجنوب وأيضاً لدينا مبادرات لدعم المواد الغذائية على مستوى الشريط الحدودي ودعم مادي وخلال شهر كانون الثاني سنشرح كل هذه الخطوات في مؤتمر صحفي”.
وكانت هُناك كلمة بالمُناسبة عبر تقنية “زوم”لمستشار الشؤون الإنسانية وتحقيق الاستقرار في السفارة الفرنسية وَمُمَثِّلها، هنري سيمونين، شَدَّدَ مِن خلالِها على “أهميَّة الشراكة بين مركز الأزمات والدَّعم التَّابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجيَّة الفرنسيَّة ومُؤسَّسة خُبراء فرنسا ومُنَظَّمَة SHIELD في إطار Shabake 2 بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعيَّة. وأنَّ هذا المشروع يُعَدّ أحد الإجراءات الَّتي اتَّخَذَتها فرنسا لتلبية الاحتياجات الضروريَّة للمدنيّين النَّازحين في جنوب لبنان، وينبغي بذل جهود هامة للتركيز على الأطفال والنساء الذين غالبا ما يكونون الأكثر تَأَثُّرًا بهذه الأزمات. وسيكون من الضروري أيضًا وجود نظام إحالة قوي للسماح بالاستجابة الشاملة للاحتياجات الواسعة للنازحين.ويأتي هذا العمل الإنساني مُكَمِّلًا لدعوتنا إلى وقف التصعيد لِتَجَنُّب جَرّ لبنان إلى الحرب، وستكون فرنسا دائمًا إلى جانب لبنان.
“وَمِن جِهَتِه، أكّد محمد منصور، مدير مشروع شبكة 2 في اكسبرتيس فرانس، “أنَّ اكسبرتيس فرانس ، ستسعى دائماً إلى تعزيز أواصِر التعاون فيما بين المؤسسات والجمعيات المحليَّة أولاً، وبين هذه المؤسسات ومختلف الجهات الحكوميَّة المحليَّة المَعنية ثانياً، لتكون الاستجابة لحاجات المجتمع المحلي وتعزيز نُمُوّه، ومُساعَدَتِه على التحوّط من الأزمات الهدَف الرئيسي دائماً وابداً. كما، أنَّ الوكالة مُستَمرَّة عبر مشروع شبكة 2 وبالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية AFD ومركز الأزمات والدعم CDCS بتمكين مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني المحلّي وتعزيز مرونتها لادارة الأزمات، لمكافحة الهشاشة الاجتماعيَّة، مُستَكمِلة بذلك دور والتزام فرنسا بتقديم المساعدات الانسانيَّة في لبنان.”وفي الختام عَرَضَت مسؤولة برامج التدخل الاجتماعي في مؤسسة “شيلد” ايفا حمصي، المسارات الخمسة للوحدات النّقالة وطريقة استقطاب الأطفال وَمُقَدّمي الرعاية للاستفادة من خدمة الدعم النفسي الاجتماعي. وقالت: “المشروع عبارة عن خمس عيادات نقّالة مُجَهَّزة من الداخل بعيادة دعم نفسي اجتماعي وهذه الكارافانات سَتَمُرّ على كل مناطق الجنوب، جزين، صيدا، الزهراني، صور، النبطية، بنت جبيل، حاصبيا ومرجعيون، حيث في كل عيادة نقّالة اختصاصي اجتماعي يُسَهّل مجموعة الدعم الاجتماعي النفسي وسيكون لدينا 3000 مستهدف بنشاطات الدعم الاجتماعي النفسي في كل المناطق خلال خمسة أشهر تنفيذ، وسيكون لدينا اختصاصيين اجتماعيين لادارة الحالة وإحالتها إلى استشاري نفسي ليقوم باستشارات فردية للناس الذين هم بحاجة لذلك”
.ثم قدَّمَت الإختصاصيَّة في العمل الإجتماعي وَمُنَسِّقَة مشروع “خطوة” في وزارة الشؤون الإجتماعيَّة ندى كفوري عرضاً مُفَصَّلًا عن المشروع وأهدافه.