الناشط السياسي والإجتماعي رمزي بو خالد : لن نقبل بأن يعيد التاريخ نفسه
نظّم الناشط السياسي والإجتماعي رمزي بو خالد وجمعية Warm Heart حفلة ميلادية لأولاد بلدات الشريط الحدودي الذين أرغموا على ترك بيوتهم وأرزاقهم بسبب الحرب، في مركز الجمعية الخيرية لأبناء رميش وذلك بحضور رئيس بلدية رميش السيد ميلاد العلم وأهالي وفعاليات المنطقة.
في كلمته شدد بو خالد: “هذه الحفلة الميلادية هي فعل مقاومة حقيقية بوجه الذين أبعدوكم عن بيوتكم، بوجه كل من يقول أن أهلنا في الشريط الحدودي هم متروكون لقدرهم. لقد دفعتم في الماضي ثمن تمسككم بأرضكم سنوات طويلة من النضال في مواجهة حروب رغماً عنكم في غياب سلطة الدولة وظهور قوى أمر واقع متعاقبة لكنها لم تنجح في الماضي بكسر عزيمتكم ولن تنجح اليوم. لن نقبل بأن يعيد التاريخ نفسه وأن تواجهوا منفردين لأن هناك من سلب الدولة قرار الحرب والسلم مرة جديدة، ليحولو بلداتكم الى خط نار وأرض خصبة لقواعد صواريخ الفصائل الفلسطينية والحزب”. وأضاف بو خالد أن على هذه الدولة استعادة هيبتها ودورها.
وسأل أين هي خطة الطوارئ؟ هل وضعت فقط للاستعراض وإلقاء المحاضرات؟ ام يريدون ان يحولوها لباب جديد للإستعطاء؟ ألم يلاحظوا أن ستون في المئة من الأهالي نزحوا الى بيروت ومناطق أخرى ولم يحركوا ساكناً. ألم يلاحظوا أن مواسمكم ضربت وأشغالكم توقفت، ومدارسكم تعطلت؟ فسياسة الحرمان يجب أن تتوقف. إن كرامتكم هي الأساس في هذا الظرف العصيب، فأنتم بالنسبة لهم لستم كغيركم من النازحين، إذ لا يوجد جهات دولية مانحة ولا من يحزنون. “هون ما في ارتزاء واستثمار”.
إن مكانكم هو في عيوننا، أنتم لستم فقط جزء أساسي من هذا الوطن، أنتم قلبه النابض فرح وسلام. نحن موجودون هنا اليوم لنؤكد على مدى تشبصكم بأرضكم وبهويتكم وبحضوكم وببلداتكم. ما زال هناك رجال وشباب قرروا الصمود في البلدات الحدودية بهدف حماية المنازل والأملاك من السرقات وللعناية بالمسنين. وهناك من فضل البقاء في منزله، نوجه لهم جميعاَ تحية وتقدير ونعايدهم في هذه المناسبة. وأمام هذا الواقع على الدولة استعادة هيبتها في المنطقة وتعزيز دور الجيش لضمان أمان الوطن واستقراره لكي لا يشعر أهلنا انهم في جزيرة معزولة عن الدولة. اريد ان أؤكد لكم أننا سنكون متواجدين معكم من خلال مشروع تعاضض وتضامن اجتماعي للتنسيق بين كافة المرجعيات لتعزيز قدرتكم على المواجهة والصمود من ضمن التزامنا العملي والاخلاقي تجاهكم. وهنا أريد أن أتوجه بالشكر لجميع المنظمات غير الحكومية، وعلى رأسها جمعية Warm Heart وجمعيات ومنظمات أخرى مثل كاريتاس و سوليدارتي لأن هذا التدخل الإنساني هو الامل الوحيد لتخفيف الأعباء عنكم في هذه المرحلة وفي ظل غياب الدولة.
وختم بو خالد: “في جميع الأحوال يبقى القرار غير قابل للجدل أو للمساومة. البقاء ثم البقاء ثم البقاء في هذه الأرض الطيبة، ويبقى عيد الميلاد عيد الأمل، الامل بعودة قريبة الى بيوتكم وأشغالكم ومدارسكم لنبني معكم مستقبل الفرح والمحبة والسلام.