المرأة القوية تصنعها الأزمات / بقلم : بيريهان الفحام
دائمًا ما أتساءل: من أين كل هذه القوة التى تجعلنى أواجه الحياة بكل هذه الصلابة؟ ربما مررت بأحداث كثيرة جدًا لم يكن لعقل أن يستوعبها، ولكن عند كل موقف صعب أو أزمة سواء كانت نفسية أو عاطفية لم أستسلم يومًا ما لحزن، ولا أتذكر أنني تركته يومًا ما أن يتمكن منى، ولكن هذا لا يعنى أنني لم آخذ وقتي في الانهيار دائمًا، ولكن سرعان ما أعود أقوى من قبل.
لم أعرف يومًا ما لماذا يصفني دائمًا أصدقائي بالمرأة الحديدية التي لا تليق بها الهزيمة أو الانكسار، ولماذا دائمًا يعتقدون أنه لا يمكن هزيمتى مع العلم أننى منذ سنوات لم أكن تلك المرأة القوية التى أنا عليها اليوم، ولكن الضغوط والقيود الكثيرة تصنع دائمًا شخصية قوية لا يمكن هزيمتها ليس على أى شخص أن يستسلم لأى شيء فى الحياة، لا عائلة ولا علاقة عاطفية ولا عمل ولا أى شيء يستنفد طاقتك، ليس عليك إلا فعل ما تريد فقط لأجلك أنت، لأن فى مرحلة معينة من العمر سوف تدرك أنك لم تصنع أى ذكريات جميلة تتذكرها عندما يمر بك العمر وتجلس تتذكر ماذا فعلنا فى الماضى وماذا جنينا من الزمان؟ هل جنيت ذكريات سعيدة أم كنت متحدثًا بدور الضحية التى صنعتها أنت وليس الآخرون؟ عليك أن تدرك دائمًا أن لا شيء فى الدنيا أهم من راحة قلبك وعقلك مهما كلفك الأمر.
تذكر أن من حقك أن تكون شخصًا يستحق كل شيء جميل بهذه الحياة، وليس عليك أن تتنازل حتى لا تغرق السفينة ولا عليك من جملة تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، لأنك أنت من توجه سفينتك وليست الرياح، فالأمر بيدك فى جميع الأحوال، وليس عليك تقبل شخص يصنع منك طريقًا لنفسه وهو شخص شاحب لا يمتلك من الدنيا سوى النفاق حتى يكون له حضور، فالأيام أصدق من يكشف لك معدنه إن كان ثمينًا أو بخس الثمن..
عليك أن تتذكر فقط أنك أنت من تصنع الفرص للآخرين وتمنحهم حجمهم.. بحياتك وبيدك أيضًا أنت تعيدهم غرباء.