شارل العشي عالِم فضاء لبناني/ أميركي
إنَّه عالم فضاء غير تقليدي، يشغل منصب مدير مختبر الدَّفع النفَّاث المسؤول عن تطوير تقنيات الاندفاع في الفضاء الخارجي للمركبات الفضائية في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، وهو نائب رئيس “معهد كاليفورنيا التكنولوجي” وبروفيسور الهندسة الكهربائية وعلوم الفلك فيه.
أطبَقَت شهرته الآفاق، وتناولت أخبار علمه ونشاطه وأبحاثه وسائل الإعلام، في أربع جهات الأرض.
يُؤمِن شارل العشي بأنّ الطريقة الوحيدة لاكتشاف حدود الممكن، تكمُن في اختراقه والذهاب إلى ما بعده. إلى المستحيل. وهذه الحكمة التي يُؤمن بها أيضاً، فيلسوف الفضاء “آرثر كلارك”، يعيشها الجيل الجديد من العلماء العرب الذين نشأوا في أحلك فترة في تاريخهم الحديث وأكثرها دموية.
هناك العديد من القصص التي تُروى عن شارل العشي، حتّى أنّ المَرء قد يظُن أنه شخصيّة خياليّة قادمة من الفضاء الخارجي أو من عالم آخر، إلاّ أنّ الحقيقة غير ذلك تماماً.
الزمان: ساعة متأخِّرة من ليلة الثامن عشر من نيسان– إبريل، عام 1947.
المكان: مدينة “رياق” البقاعية في لبنان.
الحَدَث: ولادة واحد من أفضل وأشهر علماء الفضاء في عصره، أَلا وهو شارل العشي.
كانت المرحلة الفاصلة في حياته، في سنة 1964، عندما منحه الرئيس شارل حلو “منحة دراسية” لإكمال دراساته العليا في فرنسا، فحاز على شهادة الفيزياء، من “جامعة غر ونوبل” ودبلوم في الهندسة من البوليتكنيك” عام 1968.
وهناك نقطة تحوُّل أخرى في حياته، عندما ترك فرنسا، إلى الولايات المتحدة الأميركية فحاز على الماجستير، ثم الدكتوراه في العلوم الكهربائية من “معهد كاليفورنيا التكنولوجي عام1971.
شغَلَ شارل عشي عدّة مناصب في “ناسا” فكان المسؤول العام في عدّة برامج أبحاث وتطوير مشاريع فضائية، والمسؤول عن رحلات عدّة للمكوك الفضائي،”1981–1984–1994″ ومعاوناً مسؤولاً في برنامج المركبة “ماجلاَّن” وهو قائد فريق تجارب مشروع “تيتان” ومعاونا مسؤولا عن مشروع “روزيّتا” الفضائي.
وله دراسات فاق عددها الـ “230″ بحثاً ودراسة تتعلَّق بالفضاء واستكشافات الأرض ومراقبتها من الفضاء الخارجي، والمايكروويف” ونظرية الكهرباء المُمغنطة”. كما لعب دوراً مميَّزاً وبارزا، خلال سنواته الثلاثين في مختبر الدَّفع النفَّاث في تطوير الرادار الفضائي، ما سَمَح بإطلاق مركبات ماسِحَة متطورة .وقد تلقى عدّة أوسمة دولية عن إنجازاته، وكان خلال التسعينات، المسؤول عن تعريف وتطوير مركبات الفضاء الخارجي، ومهمّات محدّدة لاستكشاف النظام الشمسي، والمراقبة الفضائية، والفيزياء النجميّة.
وفي أواخر التسعينات، شارك في العديد من اللجان التي طوّرت خطط عمل الـ”ناسا” لإستكشاف الأنظمة الشمسية المجاورة “1995” والمريخ “1998”، وعُيِّن في كانون الثاني– يناير، عام 2001 مديراً لمختبر الدَّفع النفَّاث، ونائب رئيس “كالتيك”.
وبما أنّ الأمانة العلمية تقتضي بالتعريف عن أهم المحّطات في حياة العَالِم اللبناني الأميركي شارل العشي، فقد رأت لجنة رواد من لبنان، نشر هذه اللائحة، عن أهم إنجازاته باللغة الإنكليزية، كما هي:
شارل العشي، هو جزء من تاريخ هذا الوطن، وله فيه محطات ذهبية قضاها بين أحضان ضيعته، وفي فَيءِ أشجارها الظليلة.
عاش بعيداً عن أرض الوطن وترابه، ولكن غربته لم تنتَزِع لبنان من ثنايا قلبه، بل ظلَّ وفيّاً لوطنه، يَحنُّ إلى نسيم ضيعته وشجرها الباسق.
عاش الاغتراب، لبنانيّاً، يرفعُ اسم لبنان، في محافل الأوطان، ويرفع العَلَم اللبناني عالياً، لِيُرَفرِف وراء البحار وخلف المحيطات، وهو يناضل لرؤية هذا الوطن سيّداً حرّاً يعيش بسلام وأمان.