“منظمة شانغهاي”.. هل تزيد التوتر بعلاقات السعودية مع واشنطن؟
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الأربعاء، إن المملكة العربية السعودية زادت من علاقاتها التجارية والأمنية مع الصين، بالتزامن مع تضاؤل النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط.
ووافقت الحكومة السعودية الأربعاء، على قرار الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهي اتحاد سياسي وأمني لدول تشغل مساحة كبيرة من أوراسيا، من بينها الصين والهند وروسيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ووقعت إيران أيضا وثائق العضوية الكاملة بالمنظمة العام الماضي.
ويقول محللون إن هذه الخطوة جزء من جهد واسع تقوم به السعودية، وبعض دول الخليج المجاورة، لتوسيع شراكاتها الدبلوماسية والتوجه أكثر نحو الشرق.
ويأتي ذلك وسط حالة من عدم اليقين بشأن التزام واشنطن طويل الأجل بضمان الأمن في المنطقة الإستراتيجية الغنية بالطاقة، حيث كانت الولايات المتحدة قوة مهيمنة لعقود، لكنها بدأت مؤخرا بالتركيز على الصين وروسيا، وفقا للصحيفة.
الصحيفة أشارت إلى أن حالة من إعادة “الترتيب الجيوسياسي” تجري حاليا في الشرق الأوسط، حيث أعادت الرياض إقامة علاقات دبلوماسية مع منافستها إيران هذا الشهر في صفقة توسطت فيها الصين، وجعلت منها قوة جديدة في المنطقة.
وتابعت أن المملكة العربية السعودية تقترب كذلك من التوصل لاتفاق لإعادة العلاقات مع سوريا، بعد مفاوضات جرت بوساطة روسية.
ووفقا للصحيفة، فإن انضمام السعودية لمنظمة شنغهاي، وتوجهها نحو الصين وروسيا، قد يقابل برد فعل عنيف من الولايات المتحدة، التي تشعر بالقلق من تعاملات شركائها الأمنيين التقليديين في المنطقة مع منافسيها العالميين.
ويقول الخبير في العلاقات بين الصين والشرق الأوسط، جوناثان فولتون، إن “التعامل مع هؤلاء المنافسين للولايات المتحدة وصل إلى مرحلة كاملة حاليا في المنطقة”.
ويضيف فولتون، وهو أيضا كبير باحثين غير مقيم في مركز أبحاث المجلس الأطلسي بواشنطن، “نحن نرى بوضوح الآن كيف تبدو منطقة الخليج، أو الشرق الأوسط، الأقل تركيزا على الولايات المتحدة.”
ويقول المحللون إن الصين لا تحاول استبدال الدور الأميركي الواسع في الشرق الأوسط، خاصة أنها تمتلك وجودا عسكريا كبيرا في المنطقة، ولكن بكين يمكن أن تقلل من تفوق واشنطن في المنطقة، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن المملكة العربية السعودية والصين تعولان على تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتجارة.
وقالت إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عبر الهاتف، الثلاثاء، حيث جدد الطرفان التأكيد على علاقتهما الاستراتيجية، التي وصفها شي إنها في “أفضل شكل على الإطلاق”، وفقا لوسائل إعلام حكومية صينية.
وجاء قرار الانضمام لمنظمة شنغهاي بعد إعلان أرامكو السعودية، الثلاثاء، أنها زادت استثماراتها في الصين بعدة مليارات الدولارات من خلال إتمام مشروع مشترك كان مخططا له في شمال شرق الصين والاستحواذ على حصة في مجموعة بتروكيماوية خاصة.
ومن المرجح أيضا أن تستورد الصين، وهي أكبر مستورد للخام من أرامكو، كميات قياسية من النفط هذا العام مع تعافي اقتصادها بعد جائحة كورونا.
وتأسست منظمة شنغهاي في 2001، كمنظمة سياسية واقتصادية وأمنية لآسيا الوسطى بمواجهة المؤسسات الغربية.
وإلى جانب الصين، تضم المنظمة 8 دول أعضاء هي روسيا والهند وباكستان وكازاخستان، ودول أخرى من دول الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى.
كما تضم دولا أخرى، لها صفة مراقب أو شريك في الحوار، مثل إيران ومصر وقطر.
الحرة / ترجمات – واشنطن